نسجل ذلك بناء على ما نشاهده فى يومنا. أما السلطان سليم فقد أمر وزيره إبراهيم باشا أن يجعل كتخدا الجند فى مصر والسنجق بك رئيسا للانكشارية ، وأقام أربع وأربعين حجرة للانكشارية ، وهذه الحجرات لا زالت إلى اليوم فى القلعة التى شيدها يوسف صلاح الدين بجوار سيدى الشيخ سارى بالقلعة. إلا أن بعضها مهجور وبنى أغواتها إدارة أخرى. وهى غاية فى الأهمية والجمال.
إنها رئاسة عظيمة لها الآن مائة من الأتباع. وفى الديوان السلطانى يرتدى جميع البكوات وكل رؤساء الفرق العسكرية السبع الخلع الفاخرة ولهم مكانهم فى الديوان ، ويجلس جميع الأغوات على الأرض ، ولكن لهم منزلة ووقار ، ويتلو رئيس الانكشارية الكتخدا ولا مكان له فى الديوان أصلا ، وهم فى إدارتهم يعملون ، وعلى رءوسهم العمامة المعروفة بالقلاوى وفى قدمهم خفّ أحمر ، وعليهم فرو السّمور وعباءات من الحرير وهم يلبسون هذا قانونا والحكم من بعد لرؤساء جاويشيتهم. وكذلك قد يلبسون عباءة وقفطانا من الحرير وعلى رءوسهم العمامة المعروفة بالقلاوى وحذاء أحمر وخف أحمر وكأنهم من قبل الباشا أغا المحضر وهم تحت رياسة موظف بيت المال ، وهو يلبس القفطان والعمامة المسماه قلاوى ، ولكن جاويشية الوسط والجاويشية الصغار وجاويشية الموكب والصره وأمين الصره جميعا يتمنطقون بالمناطق وعمامة مثل القلاوى وخف أحمر. إلا أنهم لا يحملون سكينا وإذا أصبح موظفا فى بيت المال خلع ثوبه الأسود ولبس قفطانا من الجوخ. وإذا ما دخل وزير مصر مصر أو عزل عنها وغادرها معززا أو خرج مع أمير الحج والمحل فإن الانكشارية وجميع جند مصر على السواء يشكلون موكبا منقطع النظير تعظيما للباشا وحجّاجه عند سفرهم.
* * *