ذكر حرب السلطان سليم
مع الشاه إسماعيل الصفوى فى چالديران
فى عام ٩٢٠ خرج السلطان سليم على رأس جيش عظيم لقتال الشاه فى إيران ووصل إلى صحراء چالدر ، وهناك التقى الجيشان. وقبل بدء القتال أرسل ابن ذى القدر والسلطان الغورى مددا من الجيش إلى الشاه إسماعيل ، وقد فتح جند الشاه ثغرة فى جيش الإسلام ، ودخلت السيوف ساقة (١) جيشنا. لأن العجم ملاعبو السيوف ، ولهم البراعة فى استخدامها ، وفى هذا الموضع كان الفريقان قد اتفقا على عدم إطلاق المدافع والبنادق فتذكر السلطان سليم ، وقال : عندما كنت فى أصفهان لعبت الشطرنج مع الشاه بقطع النظر عن الملكية ، ولما تغلبت عليه لم يف بالعهد ، ولطم وجهى ناكثا عهده ، وهذا هو أوان نقض العهد وأمر بإطلاق المدافع وكان إياس باشا رئيسا للإنكشارية وسرعان ما دمرت المدافع القزلباش عن آخرهم ، ودارت الدائرة عليهم كافة ، وفى سبع ساعات لم يبق فى أرض إيران من الجند أحد ، وبينما كان الشاه فى فراره مع سبعة فرسان رأته امرأته وقالت له : جعلت فداك يا سليم لقد شتّت شاهنا ودفعته للفرار فذلك بسبب من فرارك. لكن الشاه أحسن الشاه إليها ، وعفى عنها ولا حاجة لنا إلى وصف معركة جلديران لأنها مشهورة ، وقد وقعت فى الأسر زوجته «تاجلى هانم» مع أكثر من مائتى جارية من جواريه الملاح. وعاد سليم إلى الأستانة بمال قارون.
وبعد ذلك اتخذ من أماسيه مشتى له. إلا أنه لم يكن غافلا عما أعده العجم من عدّة فخرج ابن ذو القدر علاء الدين من مرعش على رأس جيش قوامه سبعون أو ثمانون ألفا. ومضى به إلى مصيف كوكسن وعين السلطان سليم () (٢) باشا قائدا. وانتشب قتال عظيم وقتل علاء الدولة مع أبنائه وحمل من أسرته سبعين أسرى مكبلين بالحديد وبينهم شقيق جدنا أحمد بك سالمى بك وأرسلوا إلى السلطان الغورى فى مصر ، وعندما رأى السلطان الغورى الأسرى على هذه الصورة ، ورأى رأس علاء الدولة ورءوس
__________________
(١) الساقة : المؤخرة.
(٢) بياض بالأصل.