قدمه ، وبايعوه فى حجرة (قرق خاص اوداسى) أى حجرة الأربعين الخاصة. جلوس السلطان سليم عليه الرحمة والغفران :
يا من ماتت قلوبهم إن وصال مولانا سليم |
|
لقلوبهم السقيمة دواء |
وبايعه على هذا النحو أركان الدولة : شيخ الإسلام ، وسبعة وزراء ، والعلماء ، وصلحاء وأعيان الدولة كافة ، وعرف بالخبر من ينتظرون البيعة فى (يكى باغچه) مقدم الناس زرافات زرافات وأثناء مبايعة السلطان سليم جاء دور فرقة الإنكشارية فرأوا من فى الحجرات القديمة أن من أكل معهم فى حجراتهم وحل اليمين هو السلطان نفسه ، فطاشت عقولهم ، فقال لهم : أتوفون بعهدكم؟ فقالوا : نحن على عهدك يا مولانا. فلنمض توا إلى اسكودار ، ولنخرج من باب أدرنه فجددوا العهد.
وفى اليوم التالى تمنطق سليم بالسيف فى مسجد أبى أيوب الأنصارى ، وعاد إلى القصر فى موكب عظيم ، وقال إن لدى سبع حملات ، وجعل المنادين يقولون بذلك ، وكان الصدر الأعظم آنئذ بيرى باشا وأسس سرادقا خارج أدرنه وآخر خارج نطاق أسكودار وأرسل الرسائل إلى جميع الملوك ، وخشى الكفار وأهل الضلالة من سليم ، فأرسلوا نفائس الهدايا مع السفراء وجددوا السلام.
كما كتب رسالة إلى الشاه إسماعيل قال له فيها : «لقد توفى أبى با يزيد (الصوفى) وأنا من غلبتك فى أصفهان ثلاث مرات ، ولقد عقدت العزم على أن أغير عليك انتقاما لتلك اللطمة التى لطمتنى إياها».
ولما بلغت هذه الرسالة الشاه إسماعيل قال : «يالله فى العام الماضى لا عبنى الشطرنج سليم الدرويش وغلبنى. لقد كان سليم أمير آل عثمان. ومزّق الرسالة قائلا : واويلاه.
هذا ما نقلته أنا الفقير كثير الذنوب بمحضر من الشيوخ عن قوجه حليمى جلبى فى سيرة سليم خان وهذا صحيح لأنه كان من أقران سليمان خان ومع والدى ـ رحمهالله ـ وقد وقف على تلك الأمور وقد استمعوا له ولم يعارضوه فى شئ مما نقله.