الزعامة والتيمار فلا كفوا عن نزاعهم وشجارهم وليبتلى الأبناء بما صنع الآباء. وبهذا من كلامه دعا الله على جند العثمانيين كافة. وبينما كان سليم يمضى به إلى «ديما دوقيا» أسلم با يزيد الروح فى مكان يسمى «هاوسه» ولا نعلم السن الذى مات فيها ـ رحمة الله عليه ـ وفى عام ٩١٨ ه استقل سليم بالسلطنة.
«استقلال الأمير سليم بالسلطنة عام ٩١٨ ه»
ولقد بويع سليم فى موضع يسمى «يكى باغچه» ، فى استانبول وفى الوقت الشافعى فى يوم مبايعته بالسلطنة بناء على تقرير حليمى جلبى لبس ثوب الدرويش فى القصر ثم زار مسجد أبى أيوب الأنصارى ثم مسجد محمد الفاتح ، ثم دخل حجرة تسمى «صولاقلر اوده سى» فى الحجرات القديمة ، فقال كل من فى الغرفة من الأوده باشى مرحبا بك ، وسألهم عن أحوالهم وتناول الإفطار وأثناء الكلام قال لهم هل تريدوننى سلطانا محاربا أم معتكفا متفرغا للدعاء ، فقال بهى ده ده ينبغى أن نقوم بحملة لكى يحلل الله العلوفة التى نأخذها. لقد أحاط بنا الكفار والعجم من جهاتنا الأربع ، ولم تبق لنا ولاية وينبغى علينا القتال توا. فقال سليم : إذا انثنيتم عن هذا القرار فقد انثنيتم عن الإيمان فأقسموا له وأقسم فمضى سليم ده ده ووصل أمام الباب السلطانى ونفخ فى النفير حسب القانون البكتاشى فأخذ صحاف النقود من البوابين وعند الباب الأوسط نفخ فى النفير مرة ثانية وحظى بإنعام من كتخدا البوابين ، فلما بلغ باب الآق أغا نفخ فى النفير مرة ثالثة وتسلم منه منحة مالية ، وأثناء وقوفه لاحت له الفرصة ليتقدم منها إلى خصيان الداخل بغير تكلف وذهب إلى أحدهم فلما رحب به تقدم سليم مباشرة نحو الغرفة الخاصة فالأسرة التى تربى فيها سليم أسرة عريقة وجلس على السلطنة وكأنه الشمس بين النجوم واستقر عليه كأنه سد الإسكندر ، ورأى أحد أغوات الخاصة أن درويشا تسلل إلى الداخل وجلس فوق العرش السامى ، فقرع الناقوس الحديد فهرع أربعون من رجال الغرفة الخاصة يحملون البالطة وعندما هجموا عليه كشف سليم عن ذراعه. فلما شاهدوه عرفوا أنه الأمير سليم لأن كثيرا من الناس لم يشاهدوا سليما قط ، ولكن الخدم الذين يعرفونه شاهدوه ، وقالوا : أيها الأمير سليم. وعفروا جبينهم على