فركب سليم على صهوة جواده بعد أن استأذن من المشايخ ، وأرسل إلى خليل بن رمضان فى (أدنه) حتى يكون فى خدمته فى العودة ، فمضى من مصر وبلغ (أدنه) بعد عشرين يوما ، وبلغ بلاد الترك ، وبعد أربعة أيام بلغ طرابيزون ، والتقى بأمه الرءوم ودعت له بالخير ، وسأل عن أبيه با يزيد ولى فأخبرته أنه مضى إلى ملك أردل وأفلاق وبوغدان الكفار ، وكانوا قد شقوا عصا الطاعة جميعا واتحدوا جميعا ، ودعت سليم ، وقالت له مرحبا بمقدمك لقد فارقنا أميرا عظيم ولا ذكر له منذ عامين ، فهل استشهد فى هذه الحرب ، واستدعوا الأمير سليمان بن سليم من «كفه» ، وقالوا إذا أجلسناه على العرش لدبر الأمور يوما بعد يوم ، وفى التو وصلت رسائل الدرويش سليم إلى الأستانة ؛ فقالت أمة محمد : إن الأمير سليم حى يرزق فى خير وعافية. ووصلت الرسائل من جميع الجهات والفرق العسكرية وكان القول فى الرسائل .. يا مولاى الأمير لا لزوم للعسكر حسبنا عهدنا ولتأت. ولما بلغت الرسائل الأمير سليم فى طرابيزون بعد سبعة أيام. وفى سبعمائة سفينة مضى سليم إلى «كفة» فعانق الأمير سليمان ، ورأى فيه بطلا شجاعا فقبل عيناه النرجسيتين ، وأصبح سمر محمد كراى خان ، فقدم كذلك واقترب من ادرنه فى جيش قوامه سبعون أو ثمانون ألف مقاتل ، واقتضت مشيئة الله أن كفار المجر قاموا بتحركات عسكرية فأرسل سليم إلى بلغراد ، ولما بلغ سليم (صوفيه) جاء عسكر الإسلام ببا يزيد خان إلى اسطنبول ، فمر هذا الخبر بسمع سليم ؛ فتراجع عن «صوفيه» ، وفى سهل «چورلو» احتشد الجند وقالوا بحياة با يزيد وسقوط سليم. أما المنصفون فقالوا إن الدولة العثمانية ضاعت منا وتشاوروا فى الأمر ، فقدم سليم فى جيش عظيم وخرج للقتال وبينما كان القتال يدور عزل السلطان با يزيد ولى وأصبح سليم سلطانا فى سهل «چورلى» ، فقال با يزيد ولى لسليم بعد أن عزله : لقد استوليت على سهل چورلى قهرا قبل أن تكون خليفة ، وسوف تتركه قهرا جعلك الله قصير العمر وليكن سيفك حساما وليكتب على جندك الانكشارية ألا يخلعوا حذائهم ولا ثوبهم ، ولتصب الواحد منهم ثلاثة أقچة ، ولتكن رواتب الجند جزيلة ولكنها عديمة البركة ، ولتعلوا هيبتهم ولينقطع وجود جثثهم فى الميدان وتذهب حماستهم للحرب ، أما أرباب