للسلطان سليمان حل مشكلنا هذا ؛ حين نحارب السلطان سليم ووالده السلطان با يزيد فى وادى أوغراش بالقرب من سوق حاجى أوغلو ، ولحقت الهزيمة بسليم ؛ فانطلق إلى طرابيزون وبدّل ثيابه وقال : حدثنا عما رأيت فى سياحتك. وأمسك يد أبى من خلف ، وقال : بينما كان سليم منزويا فى طرابيزون دعانى أنا وقره نديم إلى حضرته ، وقال لنا : ما قولكما أيها الفتيان؟ هل لى من سياحة معكما ، (فقرأنا الفاتحة بعد البسملة ، بدون أن نسأله عن وجهتنا فى هذه السياحة) ، وأخرج سليم مصحفا من جيبه واستحلفنا عليه بأن تبقى هذه الأسرار طى الكتمان ، فأقسمنا على هذا عملا بالقول : تطير رؤوسنا ، ولا نفشى سرنا.
ودخلنا حجرة الخزانة فألبس كل واحد منا حزقه بكتاشيه وأعطى فى يده بلطة مسلمية ، وفى خصره مقلاع داودى ، وعلى رأسه عمامه واحديه وربطنا على حضورنا تنوة حمراء من الجلد اطمسك ، واعطاه مجموعة عظيمة من التحف. ووضع على كتفنا فروا وإحراما ؛ وأحضر لنا حمارا فحمّلنا الكتب والهدايا ، وفى الصباح غادرنا طرابيزون فى غفلة من العدو ، وانطلقنا فى طرثنا ، أما سليم ده ده فكان فتى قويا مهيبا ، وشابا عالى الجبهة ، ولما كنت أنا وحليمى وقره نديم شابين فى العشرين وكأننا اثنان من ملاعبى القرود وطوال الطريق لم تتلكم فى شئ من أمور الدولة وجعلنا نصيد فى تلك الديار فصدنا كثيرا واتسعنا فى الفتح ، وقلنا لنمض إلى بلد آخر ، وفى اليوم السابع صليّنا فى جوامع بديار قره بوداق خان بإقليم الملك شامخال ملك داغستان ، ثم التقينا بقالقه شاشمخال خان ، فقال : من أين جئتم أيها الدرويش ، فقال إن سليم ده ده ، إننا قادمون من بلاد الروم. فنزلنا ضيوفا لديه أيام عدة ، ثم مضينا من هناك إلى مدينة (طرخو) ثم إلى مدينة (قوون) ثم إلى (دميرقبو) على حدود العجم. وتسلمنا رسائل من خان العجم. إلى قلعة (باكو) ومنها إلى كيلان وكنجه وشيروان ، وبلغنا مازندران على ساحل بحر الخرز. وهناك مكثنا ثلاثة أيام وثلاث ليال ثم مضينا إلى (قم) ثم إلى (كاشان) ثم إلى جبل ذيلم وفى خراسان كان تجديد البيعة من مولانا الإمام () (١) وتجديد السكه. وخدمنا لديه مدة شهر وحملنا الرسائل إلى أبناء (حاجى بكتاش ولى)
__________________
(١) بياض فى الأصل