وأذكى جنانا من إياس بن قرة (١) |
|
وأبين من سحبان لفظا وأخطبا |
وأجود من كعب بن مامة باللهى |
|
وأحلم من قيس (٢) إذا حلت الحبا (٣) |
بلوت بني هذا الزمان فلم أجد |
|
أهش إلى المعروف منك وأطربا |
وأكرم أخلاقا وأطيب عشرة |
|
وأوسع للطارى فناء وأخصبا |
ويوم كشهر الصوم طولا قصرته |
|
فعاد كابهام الحبارى وما أبا |
كلفت بأصناف العلوم وجمعها |
|
وليدا وغيداقا وكهلا وأشيبا |
وكم من دليل في كتاب وسنة |
|
خفيت (٤) وقد كان الخفي المجلببا |
وأغلوطة صماء أعيت ذوي الغنا |
|
دلائلها أوضحت بكرا وثيبا |
مساعيك لا تحصى وإن جد حاسب |
|
بعدّ نواحيها (٥) مطيلا ومطنبا |
سأوجز في ذكري فضائل حزتها |
|
وأسبق بالإيجاز من كان مسهبا |
وأذكر للسمّاع (٦) بيتا عرفته |
|
محاذا بمعناه وباللفظ معذبا |
فمن يسع أو يركب جناحي نعامة |
|
ليدرك ما قدمت بالأمس خيبا |
عليك سلام الله ما حج راكب |
|
وحن إلى أهليه من قد تغربا |
وتوفي رحمة الله عليه وخلف من الأولاد ابنين أبا نصر محمدا وأبا سعد إسماعيل وثلاث بنات إحداهن والدة أبي بشر وأبي النضر وأبي عمر وأبي الحسن ، والوسطي أم العباس والدة أبي عامر الحليمي ، والصغرى أم الفضل ولم يعقب لها ولدا ، فأما أبو نصر الإسماعيلي فترأس في حياة
__________________
(١) هو اياس بن معاوية بن قرة المزني يضرب به المثل في الذكاء ، ووقع في الأصل «ابن فترة».
(٢) هو قيس بن عاصم المنقري زعم الأحنف أن قيسا أحلم منه والمثل يضرب بحلم أحنف راجع مجمع الأمثال (١ / ٤٨) ، ووقع في الأصل «من قس».
(٣) في الأصل «خلت الخبا».
(٤) أي أظهرت.
(٥) في الأصل «وبعد رواحيها».
(٦) في الأصل «للسماح».