ومما أنشد أبو محمد عبد الله بن أحمد الرزجاهي في مرثيته رحمة الله عليهما ورضوانه لديهما :
حرام فطلق ضده (١) الصبر فاسكبا |
|
دموعا على الخدين يحكين صيبا |
لأيّ مصاب تدخر الدمع بعد ما |
|
رأيت بيوم الشيخ يوما عصبصبا |
نعاه لي الناعي فأحسست إذ نعى |
|
جوى وعلا الأحشاء ثم تلهبا |
بهاؤك يا جرجان أفقد بعد ما |
|
رأيتك أبهى الأرض جوا وأطيبا |
ولو (٢) أوجب الخيرات خلد الأهلها |
|
لكان له الخلد المحبب موجبا |
فتى لم يكن ينقاد للبطل مصحبا |
|
ولكنه للحق ما زال مصحبا |
مساعيه في الأقطار خلدن صيته |
|
وإن كان بالجثمان أسكن تيربا (٣) |
فأيّ جميل لم يكن فيه هوءه (٤) |
|
وأي قبيح لم يكن عنه مضربا |
لقد قوض الموت المشتت يذبلا (٥) |
|
وهد سماما ثم رضوى وكبكبا |
مضى ناصر للدين دين محمد |
|
لسانا كحد الهندواني مقضبا |
٣١ / ب تنوح عليه المكرمات بأسرها |
|
وتندبه شجوا وكان لها أبا |
ولا مطمع في أن نصادف مثله |
|
ولا من يدانيه وإن كان منجبا |
ذكرت أبا بكر بكل فضيلة |
|
شأوت بها شانيك شأوا مغربا |
لقد كنت في فتياك أفقه (٦) من رجا (٧) |
|
وأبلغ من عبد الحميد وأكتبا |
__________________
(١) كذا ، ولعله «بعده» أي بعد المرثي.
(٢) في الأصل «ولا».
(٣) التيرب : التراب ، ووقع في الأصل «يثربا» ، والإسماعيلي مات بجرجان.
(٤) الهوء : الهمة.
(٥) اسم جبل وكذا سمام ورضوى ، ووقع في الأصل «قد بلا».
(٦) في الأصل «في فتتا كافقه».
(٧) كأنه يعني رجاء بن حيوة أحد أفاضل التابعين فانه موصوف بالفقه ، ووقع في الأصل «من وجا».