وكثير أيام الحياة أقلّ من |
|
أن يبتلى بتفرق وتبعد |
وركائب خلّفتها دلج السرى |
|
والليل في لون الغداف الأسود |
والنجم في أرجائه متحير |
|
عان كتحيير الضرير المقعد |
أطوي بها أجواز كل تنوفه (١) |
|
قفر وأقطع كل خرق فدفد |
حتى أنخت بباب عز الملك في |
|
نعم تزيد على النعيم الأرغد |
ملك إذا استمطرت مزن بنانه |
|
جادت يداه بمزن برق مرعد |
(٢٤٩ ـ و)
ورث المعالي عن أبيه وجده |
|
فجرى طريفا في الأنام بمتلد |
قوم تردّوا بالمكارم واكتسوا |
|
حلل الرئاسة بالأغر الأمجد |
أموالهم مبذولة لعفاتهم |
|
وديارهم لو فودهم كالمسجد |
حرم تحرمت الوفود بربعهم |
|
فسما إليه بمقسم ومؤكد |
الواهبون تكرما أموالهم |
|
والمجزلون حبا الوفود الوفّد |
والمطعمون إذا المرابع أمحلت |
|
والواهبون لكل ما لم يوجد |
والقائمون بكل جد واجب |
|
والصّافحون عن المسيء الأعتد |
والضاربون إذا الكتيبة أحجمت |
|
رأس المتوج في العجاج الأربد |
وإلى جدودك ينتمي كرم الورى |
|
وإليك مقصد كل سفر منجد |
ولديك مغنم كل طالب حاجة |
|
ويزين ذكرك في القريض المنشد |
يا أيها المختار خيرة عصره |
|
يا سيدا قد ساد كل مسود |
حزت المكارم والمناقب والحجى |
|
يا ذا المعالي والنهى والسؤدد |
ورقيت في العلياء أعلى رتبة |
|
شرفت على شرف السها والفرقد |
يا وارث الماضين محض علومهم |
|
يا كامل العلم الشريف المقعد |
يا أيها الملك الهمام ومن غدا |
|
متكفلا بحبا الوفود القصّد |
إني استجرت من الزمان |
|
بنداك أنت على البرية مسعدي |
أما وقد حلت بجودك فاقتى |
|
رشدا وحازت حبل نائله يدي |
(٢٤٩ ـ ظ)
__________________
(١) أي أجوز بها مفازة واسعة. القاموس.