وصيته ، وكتبوا ، وكان مع شراحيل بن عبيدة وأصحابه ، فكان من مصيبتهم ما كان.
ثم أمر بانصراف الناس الى ذلك المرج الذي رجعت إليهم فيه برجان ، فاقتتلوا قتالا شديدا ، فقتل هؤلاء النفر جميعا ، فيهم أبو كرب ، وأرسلت برجان النار على ذلك المرج ، وعلى قتلى المسلمين فحرّقت ما حرّقت حتى انتهت الى أبي كرب وأصحابه فأطافت بهم ولم تأكل النار منهم أحدا ، يعني عام حاصر مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية (١).
أبو كريب الغساني :
وقيل فيه أبو كرب الغساني ، غزا الصائفة ، واجتاز بدابق وقتل في وقعة برجان شهيدا ، وهو عندي الأول ، واشتبه أبو كرب بأبي كريب ، أو صغرت كنيته ، فإن القصة واحدة ، حكى عنه حكاية قتله عطاء بن قرة السلولي.
أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد ـ قراءة عليه ـ قال : أخبرنا أبو بكر الشافعي قال : حدثنا ابراهيم بن اسحاق الحربي قال : حدثنا حمزة بن العباس قال : حدثنا علي بن الحسن قال : حدثنا عبد الله بن المبارك قال : حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال : حدثنا ابن أبي زكرياء ، ومعنا مكحول أن رجلا مر (١٨٢ ـ و) بكرم بأرض الروم فقال لغلامه : أعطني مخلاتي حتى آتيكم من هذا العنب ، فأخذها ، ثم دفع فرسه فبينما هو في الكرم إذا هو بامرأة على مثل لم ير مثلها ، فلما رآها صدّ عنها ، فقالت : لا تصد عني فإني زوجتك فامض أمامك فسترى ما هو أفضل مني ، فمضى فإذا هو بأخرى فقالت له مثل ذلك ، وأظنه أبا مخرمة.
قال عبد الرحمن بن يزيد : فأخبرني عطاء بن قرة السلولي قال : كنا مع أبي مخرمة ، فما عدا أن جاءنا من ذلك العنب ، فوضعه ودعا بقرطاس ودواة ، فكتب وصيته ، فلما رآه أبو كريب الغساني كتب وصيته ، ثم قام مقاتل الليثي فكتب وصيته ، ثم قام عمار بن أبي أيوب فكتب وصيته ، ثم قام عوف اللخمي فكتب
__________________
(١) سقطت ترجمته من مخطوطة تاريخ دمشق لابن عساكر.