كم من غني مكثر فقير
حتى انتهى الى قوله :
والصدق بر والتقى تطهير
والبر معروف به المبرور
وذو الهوى يسوقه المقدور (١٨١ ـ و)
فقال مكحول : لا ، كان مكحول يقول أولا بالقدر ، ثم رجع عن ذلك.
أبو كرب العراقي :
شهد قتال برجان (١) غازيا عام حاصر مسلمة بن عبد الملك القسطنطينية ، واجتاز مع الجيش بدابق في غزاته ، وقتل فيها شهيدا.
أنبأنا أبو البركات الحسن بن محمد قال : أخبرني عمي الحافظ أبو القاسم ـ إجازة إن لم يكن سماعا ـ قال : أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ بقراءتي عليه ـ قال : أخبرنا أبو محمد الكتاني قال : أخبرنا أبو القاسم بن أبي العقب قال : أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن بسر قال : حدثنا محمد بن عائذ قال : قال الوليد : وقد كنت سمعت عبد الرحمن بن يزيد بن جابر يذكر أن نفرا من أهل دمشق كان يسميهم بأسمائهم فيهم زجل كان يكنى بأبي كرب ، وقد كان أصاب دما بالعراق فاستفتى جماعة من الفقهاء ، فاجتمع قولهم إنهم لا يعرفون وجها إذا لم يعرف ولي الدم إلا أن يجاهد في سبيل الله حتى يقتل في سبيل الله فلم تزل تلك حاله يغزو المغازي ، ويطلب القتل في الله ، حتى كان ذلك اليوم جرح هؤلاء النفر ، وساروا حتى اذا كان في بعض طريقهم خرج خارج منهم ليأتيهم بعنب ، فإذا بقبة ذهب عليها جلال حرائر أخضر ، وإذا فيها حوراء ، كان يخبر عما رأى من حسنها ، فقالت : إليّ فأنا زوجتك ، وأنت قادم علينا يوم كذا (١٨١ ـ ظ) ومعك فلان وفلان ، سمّت أولئك النفر ، فاتصرف الرجل ، ولم يأت بعنب وأخبرهم بما رأى ، فكتب
__________________
(١) برجان : بلد من نواحي الخزر. معجم البلدان. والمعني هنا بعض المرتزقة من أصل بلغاري وغير ذلك في الجيوش البيزنطية.