قال : ولها شعر صالح يستطرف من مثلها ، وكانت تهوى غلاما من أولاد الكتاب المحارفين ، وكان أديبا يعمل لأبي علي الشعر بعد الشعر ، يمتاح به الناس ، وكانت تكثر زيارته ، فولدت على فراش أبي علي بن كوجك ولدا سمته المحسّن ، وكنته أبا عبد الله ، فخرج (١٣٩ ـ و) ثقيل الطلعة ، بارد الشاهد ، غث الأدب ، وترسم بتعليم الصبيان فكانت تلك معيشته.
قال من أحسن غنائها شعر يزعم أنه لأبي علي بن كوجك وهو :
بكيت فأضحكني قوله |
|
أتبكي ولي ناظر يطرف |
وكيف أحاذر جور الهوى |
|
ولي سيد في الهوى منصف |
قرأت في كتاب الطنبوريين والطنبوريات (١) لعلي بن الحسين بن علي بن كوجك العبسي الحلبي قال : حسن جارية أبي علي بن كوجك ـ وليس المصنف ـ وذكر من حالها شيئا أضربت عن ذكره لقبحه.
وذكر المسبحي أيضا شيئا من ذلك ، وذكرا جميعا أن سيدها سافر بها إلى مصر ـ يعني ـ من حلب.
أبو علي الصقلي :
أديب فاضل ، حضر بحلب مجلس أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن خالويه ، وحكى عنه وعن أبي الطيب اللغوي ، حكى عنه أبو الحسن علي بن منصور المعروف بدوخلة الحلبي.
قرأت في رسالة أبي الحسن علي بن منصور التي كتبها إلى أبي العلاء احمد ابن عبد الله بن سليمان ، وأجابه أبو العلاء عنها برسالة الغفران : قال علي بن منصور : حدثني أبو علي الصقلي بدمشق قال : كنت في مجلس ابن خالويه اذ وردت عليه من سيف الدوله رحمه الله مسائل تتعلق باللغة (١٣٩ ـ ظ) فاضطرب لها ودخل خزانته واخرج كتب اللغة وفرقها على أصحابه يفتشونها ليجيب عنها ،
__________________
(١) لم أستطع الوقوف عليه.