وإن سحبت ريط (١) الدياجي لزورة |
|
وأبدت من الأشواق مثل الذي أبدي |
فمن ريقها خمري ومن حسن لفظها |
|
سماعي ومن توريد وجنتها وردي |
وفت لي ولون الرأس أسود حالك |
|
يروق فلما حال حالت عن العهد |
لإن بيّضت رأسي السنون بمرّها |
|
لما هصرت فرعي ولا ثلمت حدّي |
وما زلت ورّادا على كل خطّة |
|
اذا ما أنارت حلة للردى تردي |
وأعرض عن شرب النمير وبي ظما |
|
شديد وذود (٢) الهون يسرع في وردي |
وإني إذا ما استفحل الخطب وانبرت |
|
زحوف الرزايا في طراد وفي طرد |
(١٣٨ ـ ظ)
لأركب أطراف العوالي إلى العلى |
|
وقد صح عندي أنه مركب مرد |
وأركب حتفي والحياة شهيّة |
|
لها بين أنياب الأساود والأسد |
ولو كان يجدي الاحتراز لعفته |
|
فكيف وما يغني فتيلا ولا يجدي |
سأقري الفيافي الغر كل نجيبة |
|
تفرّ إلى الارقال من عنت الوخد |
براها السرى حى تخيلت أنها |
|
حباب تلوى أو صليف من القد |
تجزّى بخفاق النسيم عن الكلا |
|
وتغني بر قراق السّراب عن العدّ |
وكيف ترود الروض والروض من يدي |
|
وتستام ورد الماء والماء في غمدي |
أبو علي بن كوجك :
الحلبي ، كان من أهل حلب ، وله شعر ، وقيل انه ينتحل الشعر ، واسمه محمد ابن علي.
قرأت في تاريخ مختار الملك المسبحي (٣) في سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة قال : وفي هذه السنة وصل أبو علي بن كوجك إلى مصر ، ومعه جاريته حسن ، وكانت صبية من أهل حلب تعرف بحسن بنت خاقان ، من أهل بيت فيهم تصون وستر ، واشتهت معاشرة الناس.
__________________
(١) الريطة : كل ملاءة غير ذات لفقين ، كلها نسج واحد ، وقطعة واحدة. القاموس.
(٢) الذود : السوق والطرد والدفع. القاموس.
(٣) وصلتنا قطعة صغيرة منه فيها حوادث ٤١٤ ـ ٤١٦ ه ، نشرت في القاهرة.