أبو سعيد المعيطي :
مولاهم ، غزا القسطنطينية مع مسلمة بن عبد الملك ، روى عنه الوليد بن مسلم وهو مولى محمد بن عمر المعيطي (٩٩ ـ و).
أبو سعيد الحرشي :
القاضي ، له ذكر ومروءة وكان من أهل بالس ، وسكن حلب وأدركت بحلب شيخا من ذريته ، أو من أقاربه ، وكان شيخا حسنا ، وقف ربعات كثيرة على المشاهد بحلب ، وكان له اختلاط بوالدي رحمه الله.
وهذا أبو سعيد من أرباب الفضل ، وجدت ذكره في تاريخ جمعه أبو المغيث منقذ بن مرشد بن علي بن منقد ، وذيل به تاريخ أبي غالب همام بن المهذب المعري ، قال فيه : في سنة إحدى وثلاثين وخمسمائة مات القاضي أبو سعيد الحرشي بالرقة ، رحمه الله ، وكان من أفاضل المسلمين ، قد جمع الدين والأمانة والصدق ، والصيانة والرأفه والكرم.
وحدثني بعض الأصدقاء قال : رأيته بالرقة وقد نصب ثلاث خشبات ، وقد أحضر قوما يدلونه في زنبيل الى ركية محفورة ، قلت : يا سيدي لم تفعل هذا؟ قال : هاهنا قوم أسراء وقوم حبسوا من الفرنج والمسلمين ، ومعهم مرض أنزل أداويهم ، فلمته على ذلك ، فقال : هم من خلقة الله عز وجل ، وما عمل شيئا قط بأجرة ، وكان يداوي الضعفاء ويعطيهم الحوائج ويمشي إليهم ويغرم عليهم من ماله (٩٧ ـ ظ).
قال ابن منقد ، وكان حسن الخلق طيب العشرة ضحوك السن. حدثني أخي مؤيد الدولة قال شكوت إليه بعض حالي وما أعانيه من شقاء السفر ، فقال : أصبر على ما تكره وإلا بليت بما لا تطيق.
وحدثني عنه جماعة قالوا : أمرنا أتابك بحمله من حلب الى الموصل ليشاهد البركة المعروفة بالقلعة ، فحمل من حلب على جمل في محارة ، وجعلوا معه صبية أرمنية مأسورة ، فكان يلطف بها ويطعمها ، فقال يوما : يا صبية من أين أسروك؟ قالت : من بلد كذا وكذا ، ثم قالت له : فبالله يا عمي من أين أسروك أنت؟ قال : من الشرقية التي في جامع حلب.