وبذلك وضعنا أساسا مجيدا لمحالفة عظيمة مؤسسة على المصالح الحقيقية المشتركة حبّا بخير الإنسانية المهدد بجشع الاتفاقيين وأنانيتهم.
ولا حاجة إلى التبسط في القول ؛ لأن في نتائج الحرب الحاضرة ما يغني عن الإسهاب.
في بدء الحرب هاجم الروس الغادرون قسما من أسطولنا في البحر الأسود ، فتحولت جميع الأنظار إلى رجل واحد ، وتعلقت عليه كل الآمال ، وكنا جميعا واثقين أن هذا الرجل الذي هو أنور باشا لا بد أن يسير بنا إلى الظفر الأخير ، فبعد حرب دامت أشهرا عديدة تلاشت آمال الأعداء كل التلاشي باختراق المضيق والاستيلاء على الأستانة عاصمة السلطنة ومقر الخلافة ، وأكره العدو على العدول عن هذا المشروع ، وكان جنودنا البواسل بقيادة النابغة أنور باشا يسحقون الأعداء الفائقين علينا بعددهم حتى نالوا من الأمجاد ما يفتخر به النسل المقبل إلى الأبد.
وقد أظهر جنودنا البواسل في كل جبهات القتال أنهم خير أحفاد لأولئك الأجداد الأبطال في دفاعهم عن حوزة الوطن العثماني ، على أن روح أنور باشا هي التي بثت فيهم شدة البأس وقوة المراس.
بيد أن ما نفعله في سبيل حياتنا الوطنية الحرة لم ينته بعد ، فما زال أمامنا أعداء لا بد لنا من قهرهم ، وسنتمكن بعون الله من نيل الظفر الأخير ، فإن أمة في جيشها مثل أنور وجمال تستطيع أن تثق بالحصول على نتيجة سعيدة عاجلا أو آجلا.