هنيئا لدولة بني عثمان ، وبشرى للعثمانيين برجال حكومتهم الحاضرة الذين استأسروا القلوب بأعمالهم ، وامتلكوا الرقاب بحسن سجاياهم وفضائل مزاياهم ، واصطادوا الأفئدة بتدبيرهم وكياستهم ، لا بقوة بطشهم وشدة بأسهم ، فالقلوب يستأسرها المعروف والإحسان ، والظواهر يستعبدها السيف أو الذهب الرنان.
إن زائرنا الفخيم قد ملك القلوب بفضله ، واستعبد الأفئدة بنبله ، فهنيئا للأمة العثمانية بمثله ، وهنيئا لبلادنا السورية أن تحتفل مثل هذا الاحتفال الذي لم ير مثله ولن يرى.
لن نريد أن نطيل القول في وصف فضائله الذاتية ، فقد امتزجت معرفتها بأرواح عامة الأمة ، فضلا عن خاصتها ، ولكننا نذكر لمحة من أمهات الأعمال التي قام بها وزيرنا العظيم ؛ لتكون ذكرى تاريخية لتفضله بزيارة بيروت.
كانت مبادئ أعماله التي ظهرت للأمة أن فادى نفسه ، وجاهر بدك صروح الاستبداد في مكدونيا ، وأعلن الدستور أمام قوة السلطان السابق ، فكانت يده أول يد انتشلت ثلاثين مليونا من العثمانيين وأنقذتهم من ربقة الاستبداد.
أتم وظيفته الوطنية وعاد إلى مركزه القديم ، ولما أن رأى شرارة الرجعة الاستبدادية آخذة بالاشتعال زحف على عاصمة السلطنة ، فأخمد فتنة ٣١ مارت ، وأنجز ما وعد به الأمة من الفضل الكبير ، فاستتب ركن الدستور ، وتولى أمر الملك جلالة سلطاننا الدستوري الغازي «محمد رشاد خان».