نفض عنه غبار الموت للحصول على سعادة غيرها في الوطن. هذه الأمة تعتبر أن إنفاذ أوامركم عن رغبة وسرور منها من أقدس واجباتها كل حين.
إن هذه الليلة التي قضيناها بين رفقاء دولتكم المحترمين المنسوبين لدولتين من أعظم الدول قد تركت لنا ذكرى ذات شأن عظيم ، وإنني أعرض شكري لمنحكم بتشريفكم البيروتيين شرفا عظيما إذ رأوا فيه يوما تاريخيّا باهرا ، وأرحب بجميع رفقائكم المحترمين.
وإنني أدعو بدوام توفيق أمم حلفائنا الألمانيين والنمسويين والبلغاريين وسعادتهم ممن يحاربون معنا في سبيل الحق والحياة وبعافية وصحة حضرات قياصرتهم وملوكهم ، وأختم كلامي بالتضرع لتوفيق سلطاننا المحبوب وصحته وسلامته ، فإن كل يوم من أيامه هو سعادة للعثمانيين.
ثم تليت قصيدة الأستاذ محمد أفندي الكستي وهي :
السعد هلل في الوجود وكبرا |
|
واليمن من أفق الأماني أسفرا |
بشراك يا بيروت قد نلت المنى |
|
ومن الفخار بلغت حظا أوفرا |
إني أراك الآن مطلع كوكب |
|
بل هالة ضاءت ببدر «أنورا» |
بطل الوغى المغوار قائد الدولة |
|
بالنصر كللها الآله وأزرا |
فازت بنو عثمان منه بأبيض |
|
ذاقت به الأعداء موتا أحمرا |
وغدا به الوطن العزيز محصنا |
|
بقوى النفوس وبالحديد مسورا |
أهلا بأنورنا وصهر مليكنا |
|
رجل العلى والحزم بل أسد الشرى |
وافيت بيروت التي فيها سرى |
|
سر «الجمال» بحكمة لن تنكرا |
وغدت أهاليها بأعظم راحة |
|
بالحمد تلهج منة وتشكرا |