بذلك المعجزات والخوارق وقلدتم إخوانكم في الوطنية قلادة من المنة ، والشكر لكم.
أما الجيوش العثمانية التي أخذتم على عاتقكم رئاسة إدارتها ؛ وكالة عن الحضرة السلطانية المقدسة ، فإنها كلما كتب النصر لأعلامها في كل جهة من الحدود يغتبط القوم ويزيدوا حمية ، فإن العثمانيين عموما والبيروتيين خصوصا الذين يرون كل يوم تزيين صحيفة في التاريخ العثماني منها لم يتأخروا عن اقتفاء أثر دولتكم لاستحصال الغلبة الاقتصادية والاجتماعية في الداخل.
وإنني أرى من الواجب أن أعرض على مسامعكم بأننا مدينون بالشكر لجيوشنا التي أظهرت لنا من كل وجه بأن بقاء الفوائد التي نتجت عن إهراق دمائها في سبيل سعادة الأمة والمملكة تتوقف ـ بلا ريب ـ على تأسيس الغلبة في الداخل ولا سيما الجيش الرابع الذي قام بانقلابات عظيمة في هذه الأعمال ، ولحضرة جمال باشا قائده المعظم اليد الطولى فيها.
أيها الوزير ، إن أعمالكم لم تقتصر على تأمين الظفر في الحدود فقط ، بل قد رسمتم لنا في أثناء الحرب بما نظمتموه من معالمكم وصنائعكم وغيرها من المعاهد بكل ما رزقتم من مضاء الخطوط الأساسية التي سنتبعها بعد الحرب في عامة الجهات ، وفتحتم لنا طرق الرقي ، فضاعفتم بذلك شكر الأمة وامتنانها.
يا صاحب الدولة ، هذه الأمة التي فوق رأسها مثل سلطانها المعزز المقدس ، وأمامها مثل فخامتكم ورفاقكم الكرام الأقوياء الساعد ، المتفانين في الوطنية تعتقد كل الاعتقاد بسعادتها في هذه الحياة ، فلا تتأخر عن القيام بواجبها الأساسي ، ولا عن أي مفاداة كانت ، كما أن كل واحد منها يكون على ثقة من أنه