قائمة الکتاب
في المدينة المنورة
١٨٥
إعدادات
الرّحلة الآنوريّة إلى الأصقاع الحجازيّة والشاميّة
الرّحلة الآنوريّة إلى الأصقاع الحجازيّة والشاميّة
تحمیل
وبعد أن استراحا هنيهة قدم لهما في أثنائها شيخ الحرم سادات المدينة وأعيانها ، ثم قرأ حضرته خطابا حيا به الوزيرين الكريمين ، ثم تلاه المفتي بخطاب جمع من البلاغة ما يدل على حسن اقتدار ، وحيث كان اليوم يوم جمعة ، وقد أزف وقت الصلاة لم تتمكن من إلقاء الخطب التي كنا قد استعددنا لها والقصائد التي أنشئت تحية لقدومهما ؛ بل اكتفينا بتقديمها درج كتب للزائر الكريم.
ثم بعد برهة صدر الأمر العالي بالتوجه للحرم الشريف ، فخرج مدير الصحة جمال بك وبشير بك مدير الشرطة من باب المحطة ، فأمرا مشايخ الطرق بالسير ، فساروا ينشدون الأناشيد المطربة ، مرتلين ذكر الله ، يحملون الأعلام الشريفة ، ثم مشى عبيد الأغوات يمينا ويسارا تتقدمهم الطاسة ، ثم السادة الأغوات كذلك ، ثم بعدهم أدلة الحرم الشريف ، ثم المؤذنون ، ثم الخطباء والأئمة ، ثم المفتي وسادات المدينة وأعيانها ، ثم بقية الوفد السوري ، وهم : الشيخ أسعد الشقيري والسيد أبو الخير عابدين مفتي دمشق ومصطفى أفندي نجا مفتي بيروت وكامل أفندي الحسيني مفتي القدس وأديب أفندي تقي الدين نقيب السادة الأشراف في دمشق ، يتقدمهم مولانا جلبي أفندي ثم فيصل بك المبجل ، ثم صاحبا الدولة الوزيران الكريمان تعلوهما المهابة ، ويحرسهما الجلال الإلهي قد ترديا برداء التواضع ، واضعي أيديهما على صدورهما كهيئة الواقف الذليل بين يدي الله عزوجل ، خاضعين لذلك الجلال المحمدي ، والسر الأحمدي ، ثم يتلوهما رجال الشرطة والدرك ، محافظين على النظام ، ثم رجال الحرس ، ثم بقية المتفرجين ممن لم ير الرائي في المدينة مثل عددهم اجتمع في محفل حافل ، وبينهم ألوف مؤلفة من العرب والقبائل جاءوا للاحتفال بالقائدين العظيمين ، يكفي القول بأن الفسيح الذي كان محتملا إياهم لدى وقوفهم بلغ