سور المدينة من جهة القبلة والشرق ، وبابه من داخل المدينة ، بناه بعض ملوك مصر العبيديين ، ويقال : إن هذه العرصة التي فيها هذا المشهد ، وما حولها من جهة الشمال إلى الباب ، هي كانت دار زين العابدين علي بن الحسين رضياللهعنهم أجمعين وبين الباب الأول ، وباب المشهد بئر منسوبة إلى زين العابدين / وكذلك بجانب المشهد الغربي مسجد صغير مهجور ، يقال إنه مسجد زين العابدين رضياللهعنه (١).
قال الشيخ جمال الدين (٢) : «وليس بالبقيع قبر معروف للسلف الصالح غير ما ذكر ، وفي شمال المدينة على طريق الحجاج الشاميين من خارج سور المدينة قبر :
النفس الزكية محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي رضياللهعنهم :
المقتول في أيام المنصور ، يعرف بالنفس الزكية ، ادعى الإمامة ، وخرج بالمدينة ، وبايعه أهل الحجاز واليمن ، فوجه إليه المنصور ابن أخيه عيسى بن موسى ، وحميد بن قحطبة في أربعة آلاف ، فقتل بالمدينة سنة خمس وأربعين ومائة ، وقبره معروف الآن يزار (٣) ، شرقي جبل سلع ، وعليه بناء أرادوا أن يعقدوا عليه قبة فلم يتفق ، وهو داخل مسجد كبير محجور وفي قبلة المسجد مصرف عين الأزرق الخارجة من المدينة على بناء مدرج بدرج من جهة الشرق
__________________
(١) كذا ورد عند المطري في التعريف ص ٤٦ ، ونقله عنه المراغي في تحقيق النصرة ص ١٢٩.
(٢) قول المطري ورد عنده في التعريف ٤٧ ، ونقله عنه المراغي في تحقيق النصرة ص ١٢٩.
(٣) العمل عند أهل العلم أنهم لا يرون بزيارة القبور ، لأن شد الرحال على وجه التعبد لا يكون لزيارة القبور ، وإنما يكون لزيارة المساجد الثلاثة : المسجد الحرام والمسجد النبوي والمسجد الأقصى كما جاء في الحديث الصحيح.