الله تعالى لموسى : (وَاضْمُمْ يَدَكَ إِلى جَناحِكَ)(١) فعبر عن العضد بالجناح إلى آخره ، وليس ثم طيران ، فكيف بمن أعطي قوة الطيران ، إنما هي صفات لا تنظر بالفكر ولا ورد أيضا في بيانها خبر فيجب الإيمان بها».
قال العلماء (٢) :
وابتدأ برسول الله صلىاللهعليهوسلم ، وجعه يوم الخميس ، في ليال بقين من صفر ، وقيل : في أول ربيع الأول ، في السنة الحادية عشر من الهجرة ، ومدة مرضه اثنى عشر يوما ، وقيل أربعة عشر ، وكان مرضه بالصداع ، واشتد وجعه في بيت ميمونة ، فدعي نساءه ، واستأذنهن في أن يمرض في بيت عائشة ، فأذن له ، فخرج يمشي بين رجلين من أهل بيته ، الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب رضياللهعنهما ، وخرج للخطبة نهار الخميس ، فصلى على أصحاب أحد ، واستغفر لهم ، ثم أمر بسد الأبواب اللافظة في المسجد إلا باب أبي بكر (٣).
قالت عائشة رضياللهعنها : «اضطجع في حجري ، فدخل عبد الرحمن ابن أبي بكر (٤) ، وفي يده سواك أخضر ، قالت : فنظر رسول الله صلىاللهعليهوسلم في يده نظرا ، عرفت أنه يريده ، قالت : فقلت يا رسول الله أتحب أن أعطيك هذا السواك؟ قال : نعم ، قالت : فأخذته فمضغته له حتى لينته ، ثم أعطيته إياه ،
__________________
(١) سورة طه آية (٢٢).
(٢) راجع قول العلماء عند ابن سعد في الطبقات ٢ / ٢٠٥ ، ٢٣١ ـ ٢٣٢ ، والطبري في تاريخه ٣ / ١٨٤ ـ ١٨٩ ، وابن الجوزي في المنتظم ٤ / ٢٥ ـ ٢٦ ، والنهرواني في تاريخ المدينة (ق ١٩٣).
(٣) انظر : ابن هشام : السيرة ٢ / ٦٤٩ ، ابن سعد : الطبقات ٢ / ٢٢٧ ـ ٢٢٨ ، الطبري : تاريخ الرسل ٣ / ١٩٠ ـ ١٩١.
(٤) عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق القرشي التيمي ، أسلم في هدنة الحديبية ، ت ٥٣ ه.
انظر : ابن عبد البر : الاستيعاب ٢ / ٢٢٤ ، ابن الأثير : أسد الغابة ١ / ٢٤٢.