والعلاء القونوي وأبناء السبكي وكمال الدين التفليسي وابن مالك النحوي وابن جماعة ، وممن درس بها وسكنها الشهاب أحمد المنيني صاحب التآليف المشهور من أهل المئة الثانية عشرة وسكنها ودرس بها أولاده من بعده. وقد أخذها المجمع العلمي العربي لما أسس في سنة (١٩١٩ م) وجعلها مقره ورمّها بما يقربها من الهندسة الأصلية. وقد حرقت هذه المدرسة مرتين الأولى في فتنة غازان التتري سنة (٦٩٩) مع ما حرق من مدارس المدينة ، والثانية في سنة (٧٧٨) ولعلها أحرقت في فتنة تيمور أيضا (٨٠٣) هذا عدا ما تناوبها من الزلازل. ومع هذا لم يزل حائطها القبلي وحائطها الشرقي قائمين ، أما الجداران الآخران الغربي والشمالي فقد خربا وما بني بجانبهما جديد. ومن الأسف أنا لم نعثر فيها على كتابة ولو ضئيلة تدل على شيء من تاريخها ووقفها وإنشائها حتى ولا على قبر الملك العادل الذي نبش على ما يظهر في القرن الأخير لأخذ الذخائر التي كانت تدفن مع الملوك والعظماء. وكانت فيها خزانة كتب مهمة.
والعادلية اليوم العضو الأثري المهم من تلك المدارس التي كانت في القرون الوسطى مفخر الشام والإسلام. قلت في التقرير الرابع للمجمع العلمي عن سنة (١٩٢٥ ـ ١٩٢٦ ـ ١٩٢٧) : وفي العادلية وضع المقدسي تاريخ الروضتين في أخبار الدولتين ، وفي العادلية عمل ابن خلكان تاريخه المشهور ، وعلى باب العادلية كان يقف ابن مالك النحوي ويدعو الناس لحضور درسه ، ينادي هل من متعلم هل من مستفيد ، والتاريخ يعيد نفسه ، وفي العادلية نزل ابن خلدون فيلسوف العرب أوائل المئة التاسعة. وكأن المولى تعلقت إرادته فقضى أن لا يخلي العادلية والظاهرية من علم ينشر ، وأدب يذكر ، فاختارهما مباءة للمجمع العلمي يقيم فيهما سوق العلم والأدب بعد الكساد على النحو الذي كانتا عليه منذ وضع أساسهما نور الدين بن زنكي والظاهر بيبرس.
(٦٤) «العادلية الصغرى» داخل باب الفرج شرقي باب القلعة الشرقي قبلي الدماغية والعمادية ، أنشأتها زهرة خاتون بنت الملك العادل أبي بكر بن أيوب وقد حرقت مؤخرا وبقيت جدرانها قائمة.
(٦٥) «العذراوية» بحارة الغرباء داخل باب النصر الذي كان يسمى بباب دار السعادة كما في الدارس ، وفي مختصره أنها في جوار دار العدل التي