وفي القدس اليوم مدارس مهمة لطوائف النصارى ولجماعة الصهيونيين تحتاج إلى درس خاص ففيها من حيث العمران ما هو ذو شأن وإن كان حديثا على طراز غربي في البناء لا صلة بينه وبين هندسة هذه الديار ، لذلك ليس له في النفس تلك الروعة التي يجدها المرء لمدارسنا القديمة المتقنة الأوضاع.
بقية مدارس القطر :
ذكر من زاروا حماة في القرنين السابع والثامن أنه كان فيها ثلاث مدارس وبيمارستان وأن فيها زوايا وربطا. وليس لهذه المدارس من أثر اليوم. ومن جملة مدارسها :
(٣٢٧) «المدرسة الخاتونية» لمؤسستها مؤنسة خاتون بنت الملك المظفر صاحب حماة أنشأتها ونسبت إليها فسميت الخاتونية ووقفت عليها وقفا جليلا وكتبا ، وهي الآن بستان في مبدإ طريق محلة الجراجمة على يسار المنحدر إلى باب النهر.
(٤٢) «المدرسة الطواشية» في محلة المدينة ، وقفها الطواشي مرشد في دولة الملك المنصور تجاه باب الجامع الكبير الشمالي في جانب حمام الذهب الشرقي ، خربت بعد الألف وهي الآن دارسة ، وكانت عظيمة جدا ولها أوقاف مهمة ولم يبق منها إلا آثار الجدران في البستان.
(٣٢٨) «المدرسة البارزية» وهي للشافعية وقد خربت أيضا.
(٣٢٩) «المدرسة العصرونية» في باب حمص على ضفة العاصي قرب بستان الجبل، كانت دار قرآن وكان لها جامع وداران متصلان بها ، وفي جدارها كتابة حجرية إلى اليوم مقروءة وخلاصتها أن الأمير نجم الدين التوتان بن ياروق أنشأها سنة (٥٨٤) وعمر مسجدها وكتب عليها : أمر بعمل هذه الدار المباركة السيد الفقير إلى الله تعالى محمد بن محمد بن أبي بكر الشافعي خلا قبلها وما استثنى ، جعلها دار قرآن ووقف عليها أوقافا كثيرة لتسكن في هذه الديار من فقراء المسلمين الغرباء مقيمين بها ليلا ونهارا يتلون كتاب الله ويتذاكرونه بينهم ويدعون للواقف ولوالديه وللمسلمين. وقرر بها شيخين يعلمونهم القرآن الكريم ويكون مقام الفقير فيها مدة خمس سنين