مقدسة جامعة
رسولية. وهذه العلامات لا تستطيع أن تثبتها لنفسها أي كنيسة كانت إلا الكنيسة
الكاثوليكية.
فهي «واحدة»
باتفاق جميع أعضائها في خضوعهم لرأس واحد منظور هو نائب المسيح وخليفة بطرس هامة
الرسل ثم في اعتقادهم كل ما تعلمه الكنيسة دون خلاف وأخيرا في اشتراكهم بالأسرار
عينها.
وهي «مقدسة» لأن
منشأها السيد المسيح هو القداسة بالذات ثم لأن كل تعاليمها وآدابها صالحة مقدسة
ولأنها أيضا تقدم لذويها وسائط جمة لتقديس نفوسهم لا سيما بالأسرار السبعة التي
رسمها المخلص أعني المعمودية والميرون والتوبة والقربان الأقدس ومشحة المرضى
والكهنوت والزواج بقرينة واحدة دون طلاق. ولذلك قد أولدت عددا لا يحصى من القديسين
في كل أنحاء العالم تشهد على قداستهم أعمالهم العجيبة وفضائلهم السامية التي لا
تزال آثارها ظاهرة لكل ذي عينين. وكفى دليلا عليه وجود الرهبانيات الساعية وراء
الكمال بنذورها والمتفانية في عمل كل خير دون غاية زمنية.
وهي «جامعة» لأنها
وحدها قد نشرت تعاليمها في جميع أقطار العالم المعروف فقام دعاتها بأمر الرب
الموصي بنشر إنجيله بين كل الأمم ومن ثم لا يكاد يخلو قطر من بعض تبعتها. وهي أعظم
عددا من أي مذهب كان إذا قيس بها منفردا منقسما كالروم والشيع البرتستانية
والبوذية والبرهمانية وهلم جرّا. وفي اسمها دليل على هذه السمة فإن الكاثوليكية
معناها الجامعة. وقد ظهرت هذه العلامة منذ عهد الرسل إذ يقول القديس بولس في
رسالته إلى أهل رومية (١ : ٨) «إن إيمانكم يبشر به في العالم كله».
وهي «رسولية» لأن
سلسلة أحبارها الأعظمين تتصل دون انقطاع برأس الكنيسة الأول القديس بطرس هامة
الرسل. وبيوس الحادي عشر الجالس اليوم سعيدا على كرسي رومية إنما هو خلفه المائتان
والسادس والستون.
هذه علامات
الكنيسة الكاثوليكية الأصلية. أما ما يرى في بعض بلاد الشرق من الاختلافات في
الطقوس واللغات والعادات الدينية فكل ذلك ثانوي : عرضي يمكن تغييره مع الزمان دون
أن يمس جوهر الكنيسة الكاثوليكية لا بل يزينها ويزيدها جمالا.