فكان الجواب ارسالها ، وتمتعت مدة بمطالعتها وله قد اعدتها.
ومنهم الروزنامجي يقال له محمد أفندي من مدينة آق شهر (١) له دعوى في انه ينظم بالتركية وان له في ذلك بعض حيثيّة والله تعالى أعلم بصدق دعواه وبما اشتمل عليه باطنه وما حواه.
ومنهم محمد أفندي المقابلجي الرومي الاصل والطرابلسي المنشأ والمولد رجل له استقامة مع كمال دين وهناوة ولين ، متقيد بما هو فيه ولا ينطق الا بما يعنيه ، من الصلحاء الخيّرين والأتقياء المشهورين ، له معرفة تامة بالمقابلة مع حسن خط يشهد له به من رآه وقابله.
ومنهم خليفة المحاسبجي وهو عمدة الكتاب ومن تعوّل عليه (١٩ ب اسطنبول) الدفتردارية في الأخذ والعطاء والحساب ، سليمان جلبي الشهير بابن المذبوح وهو رجل خفيف الجثة والروح وله عقل تام (١٤ أبر) مقرون بقلة الكلام يدرك الشيء ويحصيه ثم لا ينطق الا بما يعنيه ، ذو همة عالية وافرة ومروءة كاملة غامرة ، قد سلك بالديانة والصيانة والاستقامة مع وفور الامانة. ولعمري أنه وان كان قليل المناقشة فهو اهل لمنصب المحاسبة. امتزجنا معه امتزاج الأحباب واتخذناه من أجلّ الاصدقاء والاصحاب (أكثر الله تعالى من امثاله وزاده من انعامه وافضاله) (٢).
ومنهم خليفة الروزنامجي مصطفى جلبي ابن زين العابدين أفندي المنفصل عن دفتردارية طرابلوس وديار بكر ، هو شاب له فهم سليم وطبع مستقيم وله حيثيّة وقابلية واستعداد لكل قضية ، كثّر الله تعالى (٣)
__________________
(١) آق شهر : بلدة في اواسط الاناضول من توابع مدينة قونية حول تاريخها ، راجع مقالة :
Cl. Huart ـ F. Taeschner,» AK Shehr «E. I. ٢, Vol. I, P. ٣١٣.
(٢) ساقطة من نسخة اسطنبول.
(٣) «تعالى» زائدة في نسخة اسطنبول.