بالقرب من ناحية الظنية. رجل له فضيلة في فقه الشافعية ومعرفة في الحساب والفلك مرضية كان بيننا وبينه معرفة من الشام سابقة وتأكدت في هذه اللاحقة ، استأنسنا به غالب الأوقات وكنا لا نخلو معه من بعض المذكرات.
ومنهم الشاب الفاضل سليل الأماجد والأصايل مولانا الشيخ عبد القادر ابن الشيخ عبد الحي الشهير بابن الجاموس (١) ، هو حنفي المذهب وله سلوك حسن (٢) مع كمال وأدب ، مقره بالبرطاسية (٣) وبها أقام اذ هو الخطيب بها الامام ولديها حجرتان على النهر مطلتان ، احداهما عليا والاخرى سفلى يشرحان الصدور ويجلبان المسرة والحبور. واما والده الشيخ الأجل صاحب القدر والمحل اينما جلس أو حلّ لا تمل النفس من مجالسته ولا تضيق من مؤانسته ومصاحبته لأنها توجب الانس والفرح وتذهب الهم والغم والترح.
ومنهم (١٧ ب بر) الشاب الظريف صاحب الطبع اللطيف صنع الله جلبي (٤) ابن الشيخ العلامة الشيخ ابراهيم من بني الجاموس ايضا شهرته واليهم عزوه ونسبته ، وهو ذو هيئة حسنة وعبارات تشبه التركية مستحسنة يخطب بجامع التوبة ولا يتلبس بها كأنه استغني عنها بكونه
__________________
(١) لم اقف له على ترجمة.
(٢) «حسن» ساقطة في نسخة اسطنبول.
(٣) البرطاسية : «تقع على الضفة اليسرى من نهر ابي علي بالقرب من الجسر العتيق» نقش على بابها : «بسم الله الرحمن الرحيم أوقف هذه المدرسة المباركة العبد الفقير الى الله تعالى عيسى بن عمر البرطاسي عفا الله عنه على المشتغلين بالعلم الشريف على مذهب الامام الشافعي واقامة الجمع والصلوت المكتوبة. وشرط ان لا يرسم فيها على أحد ولا يسكنه من لا له الحق في ذلك ولا تذكر المصادر تاريخ انشائها الا انه يبدو من طراز البناء انها من اواخر العهد المملوكي البحري ، انظر ب :
Van Berchem, Max et Sobernheim, M., Syrie Nord, Tripoli,) Le Caire, ٩٠٩١ (, P. ٨٣١.
راجع ايضا : سيد عبد العزيز سالم ، المرجع ذاته ، ص ٤٢٥ ـ ٤٢٩ ، وكذلك محمد كرد علي ، المرجع ذاته ، م ٦ ، ص ٥٤ ، ذكرها النابلسي في رحلته ، المصدر ذاته ، ص ٧٢.
(٤) لم اعثر له على ترجمة.