ومنهم فخر فضلائها وخلاصة أكابرها واصلائها محمد افندي (١) ابن عبد الله افندي ابن الشيخ ابراهيم الشهير بالظني نسبة الى قرية من نواحي الظنّية (٢) ، من أعمال طرابلس المحمية ، كان والده هبة الله منسوبا للفضائل ومعدودا من الأماثل يتولى بعض الاوقات في المحكمة النيابة ، وفي الجامع الكبير له نصف الخطابة ، ثم نشأ ولده حاذيا (٣) حذوه في الخطابة والنيابة ، لم نجتمع معه بالنسبة الى فضلاء البلدة الا قليلا وكان كثير الاعتذار في كونه لم يسد الينا جميلا ، وسبب ذلك انه حصل له ما جريّة في زمن انسي (٤) افندي لما كان قاضيا بتلك البلدة وكان اذ ذاك نائبه فحصلت له معه نائبة ، فمنها لزم داره وألف اقتصاره وقلل اكثاره واتصف بهذا زمان البيوت والقنع بالقوت ، وفي نفس الامر العزلة سلامة ، والمخالطة ولا سيما اذا كانت بالغرور توجب الندامة.
ومنهم (١٧ أبر) الشيخ الفاضل واللوذعي الكامل مولانا الشيخ محمد ابن عبد المولى السيري (٥) نسبة الى قرية (١٦ أاسطنبول) يقال لها سير (٦)
__________________
(١) أفندي ، لقب تفخيمي عثماني استخدم ليطلق على ابناء الاسرة العثمانية الحاكمة وعلى رجال القلم والعلماء وفي حالات قليلة كان يستخدم مع لقب اغا (اغا ـ افندي) وكان من ارفع الالقاب في الدولة العثمانية ثم اصبح يطلق على افراد العامة ، انظر :
Sir Hamilton Gibb and Harold Bowen, Islamic Society and the West, Vol I, Part I, P. ٠٢١, Refhouse, Ibid, P. ٠٦١.
(٢) الظنية ، كانت في العهد المملوكي عملا. يقع «بين مصياف وفامية» يؤلف احد اعمال نيابة طرابلس وتكتب هذه الأيام بالضاد ، وفي القرن السادس عشر شكلت ناحية من لواء طرابلس وكان عدد سكانها ٦٨٦ خانة ، ط. د ٣٧٢ ص ٣. وفي مطلع هذا القرن كانت تشكل ناحية من اعمال متصرفية طرابلس ، اما هذه الايام فهي جزء من محافظة الشمال (طرابلس) ، انظر احمد بن علي القلقشندي ، صبح الاعشى ، م ٤ ، ص ١٤٨ ، وكذلك انظر لبنان مباحث علمية واجتماعية ، م ١ ، ص ٥٠.
(٣) جاءت «حاديا حدوه» في كلا النسختين.
(٤) انسي افندي : لم اعثر له على ترجمة.
(٥) لم اعثر له على ترجمة.
(٦) قرية سير : حول معنى الاسم راجع أنيس فريحه ، المرجع ذاته ، ص ١٨١.