خطيب جامعها وقنع بالانتساب اليها عند سامعها وهو من جملة كتاب المحكمة اذ ذاك والمعروف بذلك هناك.
ومنهم نخبة الفضلاء وعمدة النبلاء من تبع حرفة العلماء واقتضى الشيخ مصطفى ابن عبد الحي الشافعي الخطيب الثاني بالجامع الكبير ذا (١) اللطف الغزير ، له أنس لطيف وشكل ظريف قد اشتغل على مولانا الشيخ عبد الكريم المتقدم ذكره في هذا الرقيم. كان في غالب الأوقات يؤانسنا ويجتمع بنا ويألفنا واجتمعت به يوما من الأيام في المولوية (١٦ ب اسطنبول) فرأيت معه شرح حكم ابن عطا الله (٢) لابن زرّوق المغربي (٣) صاحب الفضائل العلية فأخذته وتصفحته وكتبت على ظهره (١٨ أبر) بعد ما لغالبه طالعته بيتين خطرا في الحال على سبيل الارتجال وهما :
الطويل
اذا رمت تنوير الفؤاد من الظلم |
|
تطلب عطا الله وانظر له الحكم |
ودع عنك تدبير الأمور مسلما |
|
لخالقك المنشيء وجودك من عدم |
__________________
(١) جاءت في الأصل «ذو».
(٢) ابن عطا الله : أحمد بن محمد بن عبد الكريم بن عطا الله الاسكندري الجذامي الشاذلي المالكي ، صوفي ، محدث ، قام على ابن تيمية ، له عدد من المؤلفات من بينها الحكم ، توفي بالقاهرة ٧٠٩ ه / ١٣٠٩ م ، لمزيد من التفاصيل حول حياته انظر أحمد بن حجر العسقلاني ، (ت ٨٥٢ ه / ١٤٤٨ م) الدرر الكامنة في اعيان المئة الثامنة ٥ م تحقيق محمد سيد جاد الحق ، القاهرة ، ١٩٦٦ ، م ١ ، ص ٢٩١ ـ ٢٩٣ ، كذلك انظر عبد الحي بن العماد الحنبلي ، (ت ١٠٨٩ ه / ١٦٧٨ م) شذرات الذهب في اخبار من ذهب ، ٨ م ، دار الافاق الجديدة بيروت ، لا. ت ، م ٦ ، ص ١٩ ـ ٢٠ عمر كحالة ، معجم المؤلفين ، م ٢ ، ص ١٢١.
(٣) يذكر حاجي خليفة من الشروح على الحكم العطائية : شرح شهاب الدين أحمد بن محمد البرنسي المعروف بزروق وهو الامام العارف المحدث الرحال الصوفي ... دفين مسراته ولد سنة ٨٤٦ ه / ١٤٤٢ م أخذ عن السخاوي ، له فهرسة ، توفي سنة ٨٩٩ ه / ١٤٩٣ م ، انظر كشف الظنون ، م ١ ، ص ٦٧٥ ، انظر ايضا عبد الحي الكتاني ، فهرس الفهارس والاثبات ومعجم المعاجم والمشيخات والمسلسلات ، ٢ م ، المطبعة الجديدة ، فاس سنة ١٣٤٦ ه / ١٣٤٧ ه ، ص ٣٤١ ـ ٣٤٢ ، راجع ايضا عبد السلام بن عبد القادر بن سودة ، دليل مؤرخ المغرب الأقصى ، ٢ م ، دار الكتاب ، الدار البيضاء ، الطبعة الثانية ، ١٩٦٠ ، م ١ ، ص ٢٦٢ ، م ٢ ، ص ٣١١.