امنون ، فاتخذ بها دارا وجعلها له موطنا وقرارا ، وله في لصيق داره بالقرب من زاوية بجواره في محلة قريبة من الجسر التحتاني خلوة مطلة على النهر تجعل (١٣ ب اسطنبول) (ا) لنزهة (١) التي بها كل غريب بعد قصوّة داني. وقد اتفق انه يوما من الايام اخبرني في معرض الكلام انه ذكر بالأوصاف الحسنة في مجلس بعض الأكابر المستحسنة ، فقال رجل كبير كان في المجلس حاضرا وسمير : الشيخ المذكور بكل وصف وجميل حرى الا انه حموي قاصدا بذلك استحقارا لمدينة حماه ، صانها الله تعالى من طاعن يطعنها (٢٣ ب بر) واخزاه فما تم منه هذا الكلام الا وكتبت له في الحال منتصرا لحماة بهذا النظام وهو :
الخفيف
قل لمن قد غدا يعيب حماة |
|
معدن الفضل والتقى والديانه |
لست اهلا فدع مقالة فحش |
|
فهو اولى اذا أردت الصيانه |
ان شيخ الشيوخ علوان (٢) فيها |
|
واحد الكون لا يحرك لسانه |
وبعبد الكريم شيخ البرايا مفرد |
|
العصر لا يرى من شأنه |
أوحد الدهر والامام المفدى |
|
كل من قد يراه يعظم شأنه |
قد حباه الهه حسن خلق |
|
وبحسن الخلق ربنا قد زانه |
ونحا نحو طرابلس الشام |
|
فعادت مقره وجنانه |
دام يرقى كل آن ويبقى مدة |
|
الدهر مغبطا في امانه |
__________________
(١) كذا جاءت بالنسختين وقمنا باضافة الألف.
(٢) الشيخ علوان : علي بن عطية بن علوان الحموي الشافعي الصوفي الشاذلي من اقطاب الصوفية بحماة له عدد من المؤلفات ، توفي سنة ٩٣٦ ه / ١٥٢٩ م ، لمزيد من التفاصيل حول حياته ونشاطه في حركة التصوف في حماه راجع رضي الدين محمد بن ابراهيم بن يوسف الحنبلي (ت ٩٧١ ه / ١٥٦٣ م) در الحبب في تاريخ اعيان حلب ، ٢ م تحقيق محمود الفاخوري ويحي عبّاره ، دمشق ، ١٩٧٣ م ، م ١ ، ج ١ ، ص ٩٦١ ـ ٩٧٨ كذلك راجع نجم الدين الغزي ، (ت ١٠٦١ ه / ١٦٥٠ م) الكواكب السائرة في اعيان المئة العاشرة ، ٣ م ، تحقيق جبرائيل جبور ، المطبعة الامريكانية ، بيروت ، ١٩٤٥ ـ ١٩٥٩ ، م ٢ ، ص ٢٠٦ ـ ٢١٣ ، ابن العماد الحنبلي ، شذرات الذهب ، م ٨ ، ص ٢١٧ ـ ٢١٨.