فحصل منه بذلك غاية القبول ودعا لنا بحصول المطلوب والمأمول وبالجملة هو الآن صدر صدورها وبدر نجومها متقيد بخدمة فتوى (٢٤ أبر) الشافعية مع ملازمة التدريس بكرة وعشية ، حصل لنا منه الاجلال والاكرام واللطف المقرون الانعام ومازجته امتزاج الراح بالماء القراح ، وكنت لا انفك معه في الغدو والرواح ، ولا زلت مدة اقامتي بتلك الاماكن المحروسة أنعش الفؤاد بجعل غذاء الروح مجالسته المأنوسة ، وأعد مفارقته بعد ذلك كمفارقة الأهالي وما شاكل ذلك فلا عدمنا لطفه الشامل ولا (١٤ أاسطنبول) فضله الكامل.
ومنهم نقيب الأشراف وخلاصة عبد مناف السيد التقي الطاهر النقي مولانا السيد حسن ابن السيد يحيى الطرابلوسي (١) شريف اجتهد وذاب وجمع بين الشرفين : شرف العلم وشرف النسب وهو حنفي المذهب ، طراز فضله مذهب ، وله دين متين وصلابة قوته في الدين ، استأنسنا بمجالسته وانتشينا بمذكراته وله نظم رائق وشعر فائق فمن ذلك ما كتب (١٤ ب بر) للفقير. قوله في غير تقصير.
الخفيف
ايها العالم النبيه ومن حاز |
|
فخرا وسؤددا وصيانه |
طبت نفسا ولا برحت سعيدا |
|
زادك الله رفعة ومكانه |
ليت شعري هل في البلاد جميعا |
|
بلدة جمع الله فيها حسانه |
كدمشق وانت شاهد حسن |
|
مرتدي المجد والتقى والديانه |
المحاسن تلوح منك وتبدو |
|
وبها قد عرفت في كل انه |
__________________
(١) ذكر العطيفي انه كان من ضمن العلماء والاعيان الذين قابلهم بطرابلس فيصفه بقوله : «ومنهم السيد حسين نقيب السادة الاشراف صاحب الفضائل والكمالات ورب المحاسن والالطاف شريف ظريف وعفيف نظيف ، مهاب مع التواضع والأيناس محبب الى القلوب مع بعده عن الناس كنت ازوره كثيرا فأرى من حسن اخلاقه ورقة طبعه وسماحة نفسه ما يدهش العقول ...» المصدر ذاته ، ص ٢١٩ ، ص ١٨ من رحلتان ، انظر ايضا مقدمة هذه الدراسة ص ١٧.