نوع فضيلة واثار كتب كتبها بخطه جميله. أخبرني انه كتب نحو تسعين كتابا منها اثنتا عشرة نسخة من الدرر (١) والغرر والهداية (٢) ولقد رأيت الهداية في جزئين بخطه ، مصححة بحسب تصحيحه وضبطه ، وله تواضع كثير للغني والفقير حصل لنا منه غاية المجابرة مع مزيد التأهيل والترحيب ، وكان كثير الاعتذار عن اسدائه الجميل للضيوف والخطّار والقادم والغريب.
وأما زمرة العلماء وعصابة المدرسين والفضلاء فمنهم الشيخ العلامة والكامل الفهامة عمدة العلماء والمدرسين وقدوة الفقهاء والمحدثين المختص بمزيد لطف الله الخفي مولانا الشيخ عبد الكريم ابن الشيخ (٣) مصطفى الشافعي الحموي حرس الله تعالى ذاته من كل حاسد دني. هو شيخ عليه أبهة العلم لائحة وامارات الدين والتقوى في وجهه ظاهرة وواضحة. اخبرني أن مسقط رأسه ومشتعل نبراسه بمدينة حماه. وان اول اشتغاله بالعلوم في ابتداه على شيخ الاسلام والمسلمين ووارث علوم سيد (٤) المرسلين مولانا الشيخ نجم الدين (٥) الحجازي الحموي رحم الله تعالى روحه ونوّر ضريحه ، ثم بعد ذلك ذهب الى القاهرة واجتهد في تحصيل العلوم الباهرة ، ثم قدم منها الى مدينة طرابلوس وكانت اذ ذاك عامرة والخيرات بها غامرة ، أهلها من كل نوع كاملون ومن طوارق الحدثان
__________________
(١) الدرر والغرر : انظر ادناه هامش رقم ١ ص ٤٨ وجاءت في الأصل «اثني عشر».
(٢) الهداية : يذكر حاجي خليفة اكثر من كتاب بعنوان الهداية ، انظر كشف الظنون ، م ٢ ، ص ٢٠٣١ ـ ٢٠٣٢.
(٣) اجتمع به العطيفي سنة ١٠٤٣ ه / ١٦٣٤ م. فيقول عنه : «وممن اجتمعت به الشيخ عبد الكريم الحموي مفتي الشافعية عالم عامل وفاضل كامل سافر الى مصر واشتغل بالجامع الأزهر حتى تكمّل ، زرته في زاوية له مطلة على النهر المار بالمدينة من الطرف الشرقي فرأيت مجلسه مهابا محفوفا بالعلماء والافاضل والادباء يستغرق كل اوقاته بالعلم والعبادة والافتاء والافادة مع الكرم الزايد والتواضع المتزايد ... «المصدر ذاته ، ص ٢١٩ وص ١٧ من ضمن كتاب رحلتان الى لبنان.
(٤) من هنا يبدأ نص برنستون مرة اخرى.
(٥) نجم الدين الحجازي ، لم اعثر له على ترجمة.