الله تعالى ذنوبه وستر في الدارين عيوبه الى مدينة طرابلوس (١) المحمية صينت من كل أذية وبليّة. وكان الباعث لذلك والموجب لاشعارنا بتلك المنازل والمسالك هو أن المولى الأعظم والملاذ الأكرم الجامع بين فضيلتي السيف والقلم صاحب الحضرة العلية والطلعة البهية والسيرة الحسنة المرضية والصفات الكاملة والخيرات الشاملة والفضائل الوافرة والذات الجامعة لأنواع الكمالات المتكاثرة ذو المجد الفاخر والفضل الزاخر من شاعت فضائله وانتشرت فواضله وحسنت اخلاقه كما طابت شمائله مولانا وسيدنا مراد افندي لا (١ أاسطنبول) زال لكل (١ ب بر) خير يبدي وكل معروف وجميل يسدي ، فإنه حفظه الله تعالى بعد انفصاله من منصب دفتردارية الشام واستنشاق أهاليها من حسن سلوكه وعدالته عرف البشام وذلك عام بعد عام ، أنعمت عليه السلطنة الخاقانية والدولة العثمانية لا زالت مؤبدة ومؤيدة للشريعة المحمدية بدفتردارية طرابلوس بلد الصفاء والأنس. فذهب بالسلامة اليها وودعناه والقلب في مخيّم حماه الكريم أودعناه وعدنا وسار والقلب فيه أوار.
الخفيف
نسرق الدمع في الجيوب حياء |
|
وبنا ما بنا من الأشواق |
الى أن مضى شهر بالتقدير فأرسل الى الفقير يحثه على التوجه الى جنابه الخطير.
فبعد الاشارة والاستشارة جعلنا الأستخارة فرأيت القلب مائلا
__________________
(١) حول تاريخ مدينة طرابلس انظر السيد عبد العزيز سالم ، طرابلس الشام في التاريخ الاسلامي ، الاسكندرية ، ١٩٦٧ ، وكذلك عمر عبد السلام تدمري ، الحياة الثقافية في طرابلس الشام خلال العصور الوسطى ، بيروت ١٩٧٣ ، وكتابه الاخر : تاريخ طرابلس السياسي والحضاري عبر العصور ، الجزء الاول ، طرابلس ١٩٧٨ ، ففي هذه المؤلفات الثلاثة مادة جيدة عن مختلف جوانب تاريخ مدينة طرابلس والمناطق المحيطة بها في العهود الاسلامية التى سبقت العهد العثماني.