«بسم الله الرحمن الرحيم وبه استعين» (١)
الحمد لله الذي جعل السفر جلاء للقلوب والابصار ومنتزها للخواطر والنفوس والأنظار ، وأظهر من عجائب الأمصار وبدائع الأقطار من محاسن الآثار ما يحيّر العقول والأفكار. ويزيد المسافر علما على عظم (٢) قدرته ويدعوه الى شكر آلائه ونعمته ، والصلوة والسلام على المرسل لهذه الأمة ليرحموا القائل في ارشادهم : «سافروا تصحوا وتغنموا» (٣) وعلى آله واصحابه المقتفين في رحلتهم لسيره والمقيمين على تتابع سننه وخيره.
وبعد ، فأنه لما اقتضت الحكمة الالهية والقدرة الصمدانية بتوجه الفقير الى عفو مولاه الغني يحيى ابن ابي الصفا المحاسني (١ أبر) غفر
__________________
(١) البسملة والدعاء ساقطتان من نسخة اسطنبول.
(٢) جاءت في نسخة اسطنبول عظيم.
(٣) جاء عند الامام أحمد بن حنبل (ت ٢٤١ ه / ٨٥٥ م): «حدثنا عبد الله حدثني ابي حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة عن دراج عن ابن حجيرة عن ابي هريرة ان النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «سافروا تصحّوا واغزوا تستغنوا» مسند الامام أحمد بن حنبل ، بيروت ، لا. ت م ٢ ، ص ٣٨٠ ، انظر ايضا أي ونسنك ، المعجم المفهرس لالفاظ الحديث النبوي ٧ م ، بريل ١٩٤٣ ، م ٢ ، ص ٤٦٨. اما الامام جلال الدين عبد الرحمن السيوطي (ت ٩١١ ه / ١٥٠٥ م) فيذكر ما يلي «سافروا تصحوا وتغنموا» الفتح الكبير في ضم الزيادات الى الجامع الصغير ، ٣ م ، جمع وتصنيف يوسف النبهاني ، دار الكتب العربية الكبرى ، القاهرة ، ١٣٥٠ ه / ١٩٣١ م ، م ٢ ، ص ١٤٨.