بشاعة حيث يقول «واما البلدة فقد هربت اهاليها من المظالم وارتفعت الشفقة من حكامها والمراحم ، ولما دخلنا بعلبك وجدتها خرابا قفارا لا يلوح بها شخص» (١) ومثل هذا ينطبق على الهرمل «فاهلها حالهم اسوأ من كل حالك ولقد قدموا الينا باجمعهم وحملنا مشقة شكايتهم وتوجعهم» (٢). وبعد وصوله الى عكار لاحظ بؤس تكيتها المعطلة نتيجة لمصادرة الوالي لاوقافها بعد زوال محبسيها ال سيفا كما ان حماميها كانا معطلين (٣). ولم يفته ان يشير الى الخراب الذي اصاب بيوت ال سيفا (٤) حتى مدينة طرابلس المبنية من الحجارة تخربت مبانيها «وانكسف انضره» (٥) ويذكر بعض اسباب هذا الخراب كظلم الوالي شاهين باشا او وجود الاعراب على الطرق (٦). من هنا جاءت هذه الرحلة لتوضح لنا صورة الخراب الذي لحق ببلاد الشام في مطلع القرن السابع عشر الميلادي نتيجة لصراع القوى المحلية والانحلال الذي اصاب القوة العسكرية النظامية المقيمة في مختلف قلاع بلاد الشام العسكرية في اواخر القرن السادس عشر الميلادي ومطلع القرن السابع عشر.
الرحلة والرحالة الى طرابلس الشام في القرن السابع عشر الميلادي :
اجتذبت مدينة طرابلس الشام عددا من علماء دمشق لزيارتها في القرن السابع عشر الميلادي وخاصة في مطلع هذا القرن عندما كانت الاسرة السيفية في اوج عزها. ومن هؤلاء العلماء الشيخ الحسن بن محمد
__________________
(٧٧) المصدر ذاته ، ٥ ب ، ٦ أ، ٢٧ أاسطنبول.
(٧٨) المصدر ذاته ، ٩ ب ، اسطنبول.
(٧٩) المصدر ذاته ١٠ ا ، ١٠ ب اسطنبول.
(٨٠) المصدر ذاته ، ١٠ ب ، اسطنبول.
(٨١) المصدر ذاته ، ٢٠ ب اسطنبول.
(٨٢) المصدر ذاته ، ٨ ب اسطنبول.