منها ، حيث لقيت مصيرا مماثلا ، ويضيف الخالدي الصفدي الى ذلك قوله» : «بعد ان اخربت السكمانية جميع دور بعلبك سوى دور امارا بيت الحرفوش لأنهم بقوا طول الشتوية يهدمون السقوف ويوقدون الخشب ومن كثرة الدهانات يشعل كالكبريت وبقيت المعلمين والقلاعين مجدين في تخريب قلعة بعلبك الى هذا الحين» (١).
هذه بضع اشارات لبعض الخراب الكبير الذي لحق بمنطقتي بعلبك وطرابلس على يد فخر الدين المعني ، واننا عند استقراء رحلة يحيى المحاسني نجد انها تعكس لنا صورة مفصلة عن حالة الخراب الذي وصلت اليه البلاد : فقرية دمّر «التي جار عليها الزمان ولها دمّر» يصفها بقوله : «الا ان الظلم افقرها وغير محاسنها وأعفرها فسبحان الباقي على الدوام» (٢) وأما وادي بردى «فقد مسته الأيدي القاهرة بردى» فلم يكن باحسن حال من القرى التي مرّ بها ، حيث يذكر عنه ما يلي : «وفي اثناء ذلك مررنا على قرى كثيرة كانت عامرة شهيرة خرب بعضها من المظالم ولم يبق به سوى الدعائم وبعضها عامر البنيان الا انه خال من السكان فتحيرت مما رأيت وقضيت بالعجب والاسف مما به شاهدته ودريت» (٣) وعندما مرّ بتكية الدورة «واذا هي بعد ان ادار الدوران عليها دورة ، بها بعض أناس قطّان ليسوا بذوي مكان» (٤) ويلاحظ عند نزوله بجامع قرية بليتار «واذا به جامع كبير يحتاج الى مصلي ولو من ولد صغير» (٥) وشاهد ان قرية الطيبة خالية من اهلها «لا ينحو احد محلها» (٦) وفي بعلبك تبدت اكثر صور الدمار
__________________
(٧١) المصدر ذاته ، ص ١٨٢.
(٧٢) انظر الرحلة ٣ أاسطنبول.
(٧٣) انظر الرحلة ٣ ب اسطنبول.
(٧٤) المصدر والمكان ذاتهما.
(٧٥) المصدر ذاته ، ٥ أاسطنبول.
(٧٦) المصدر ذاته ، ٥ ب ، اسطنبول.