توقيع بنقابة الاشراف بطرابلس (١)» ويلمس القارىء لرحلة المحاسني ان الحركة الصوفية في طرابلس الشام كانت نشطة ولها عدد من الزوايا ، فابن طبيخ له زاوية بالجبل فيها فقراؤه ومساكينه. أما منلا مصطفى المشهور بفدائي دده العنتابي فقد كان من أفاضل الدراويش المولوية ، وكان للمولوية زاوية شيخها محمد أفندي الرومي. كما كان لآل سعد الدين الجباوي أتباع في طرابلس (٢). ومن مراجعة الأسماء التي يوردها نلاحظ بروز أسماء عثمانية مما قد يعكس اهتمام الدولة بالطرق الصوفية.
الخراب في ولايات الشام في القرن السابع عشر الميلادي :
اتصف الثلث الأول من القرن السابع عشر الميلادي في الدولة العثمانية بالقلق وبحركات العصيان ، وقد رافق هذه الحركات محاولات عديدة للتوسع على حساب الدولة العثمانية وبالتحرش بها وخلق المشاكل لها سواء على الجبهة النمساوية في الغرب أو عن طريق الدولة الصفوية في الشرق حيث ان الدول الأوروبية المتحالفة بعد قبول الدولة العثمانية التوقيع على معاهدةSitvatorok سنة ١٦٠٦ م (٣) ، قد تمكنت ، في نهاية المطاف ، من ان تتحول من دول مدافعة عن نفسها أمام العثمانيين ، الى دول تباشر بالتدريج التوسع على حساب الدولة العثمانية. كما نرى ان الدولة الصفوية الشيعية في بلاد فارس أخذت تجهد في شن الغارات على أراضى الدولة العثمانية ، وخاصة اثناء حكم الشاه عباس الكبير
__________________
(٥٨) صبح الأعشى في صناعة الانشا ، م ١٢ ، ص ٤٥٥.
(٥٩) مخطوط اسطنبول ، ١٧ ب ، ١٨ أ، ١٨ ب ، ٢٠ ب ، لمزيد من التفاصيل حول هؤلاء الأفراد راجع الهوامش عند مطالعة النص.
(٦٠) حول هذه المعاهدة انظر :
B. Lewis, The Emergence of Modern Turkey : ٢ nd edition) O. U. P (, ٨٦٩١, P. ٦٣.