ذلك الملك من
الزمان لا يمسّ شيء ، منه فاذا مات الملك أخرجها القائم من بعده كلّها فلم يدع
منها شيئا ، وأحصيت ثمّ أذيبت وفرّقت على أهل بيت المملكة رجالهم ونسائهم وأولادهم
وقوّادهم وخدمهم على قدر منازلهم ورسوم لهم في كلّ صنف منهم ، فما فضل بعد ذلك فضّ
على أهل المسكنة والضعف ، ثمّ دون عدد اللّبن الذهب ووزنه ، وقيل انّ فلانا ملك من
الزمان كذا وكذا سنة ، وخلّف من لبن الذهب في غدير الملوك كذا وكذا لبنة ، وانها
فرقت بعد وفاته في أهل مملكته ، فالفخر عندهم لمن امتدت أيام ملكه وزاد عدد اللبن
الذهب في تركته.
[ملك القمار]
ومن أخبارهم في
القديم أن ملكا من ملوك القمار وهى الأرض التي يجلب منها العود القمارى ، وليست بجزيرة بل هى على ما يلي أرض العرب وليس
في شيء من الممالك أكثر عددا من أهل القمار ، وهم رحّالة ، كلهم يحرّمون الزّنا
والأنبذة كلّها ، فلا يكون في بلادهم ومملكتهم شيء منه ، وهى مسامته لمملكة
المهراج والجزيرة المعروفة بالزايج ، وبينهما مسافة عشرة أيام إلى عشرين يوما عرضا
في البحر إذا كانت الرّيح متوسّطة
__________________