كان من مدينة مثل خانفو قاسم ملكها ديفو ، والخصىّ يدعى الطوقام وخصيانهم منهم مسلولون ، وقاضي القضاة يقال له لقشى مامكون (١) ونحو هذا من الأسماء مما لا نضبطه.
وليس يملك أحد منهم لأقلّ من أربعين سنة ، يقولون : قد حنّكته التجارب.
والملوك الصغار إذا قعد أحدهم يقعد في مدينته على كرسيّ في بهو عظيم ، وبين يديه كرسيّ وترفع إليه الكتب التي فيها أحكام الناس ، ومن وراء الملك رجل قائم يدعى لينجون (٢) اذا زلّ الملك في شى ممّا يأمر به وأخطأ ردّه ، وليس يعبئون بالكلام ممّن يرفع اليهم دون أن يكتبه في كتاب ، وقبل أن يدخل صاحب القصّة على الملك ينظر في كتابه رجل قائم بباب الدار ينظر في كتب الناس ، فإن كان فيها خطأ ردّه ، فليس يكتب إلى الملك الّا كاتب يعرف الحكم ويكتب الكاتب في الكتاب : كتبه فلان بن فلان ، فان كان فيه خطأ رجع إلى الكاتب اللّوم فيضرب بالخشب ، وليس يقعد الملك للحكم حتى يأكل ويشرب لئلا يغلط ، وأرزاق كل ملك من بيت مال مدينته.
فأمّا الملك الأكبر فلا يرى إلّا في كل عشرة أشهر ، يقول إذا رآني النّاس استخفوا بيّ ، والرّئاسات لا تقوم الّا بالتجبّر ، وذلك أن العامة لا تعرف العدل فينبغي أن يستعمل معهم التجبّر لنعظم عندها.
__________________
(١) (ط) سوفاجه : صامكون شي
(٢) (ط) رينو : «ليخوا»