وليس على أرضهم خراج ولكن عليهم جزية على الجماجم الذكور حسبما يرون من الأحوال ، وان كان بها أحد من العرب أو غيرهم أخذ منه جزية ماله ليحرز ماله.
وإذا غلا السعر (١) أخرج السلطان من خزائنه الطعام فباعه بأرخص من سعر السوق ، فلا يبقى عندهم غلا ، والذي يدخل بيت المال إنما هو من الجزية التي على رؤوسهم ، وأظن أن الذي يدخل بيت مال خانفو في كل يوم خمسون ألف دينار على أنّها ليست بأعظم مدائنهم.
ويختصّ الملك من المعادن بالملح ، وحشيش ، يشربونه بالماء الحارّ ، ويباع منه في كل مدينة بمال عظيم ، ويقال له الساخ (٢) وهو أكثر ورقا من الرطبة (٣) وأطيب قليلا وفيه مرارة فيغلى الماء ويذرّ عليه ، فهو ينفعهم من كل شيء.
وجميع ما يدخل بيت المال الجزية والملح وهذا الحشيش.
وفي كل مدينة شى يدعى الدّرا وهو جرس على رأس ملك تلك المدينة مربوط بخيط ماد على ظهر الطريق للعامة كافة ، وبين الملك وبينه نحو من فرسخ ، فاذا حرّك الخيط الممدود أدنى حركة تحرّك
__________________
(١) (ط) سوفاجه «السعور».
(٢) قلت : هذا وصف الشاي المعروف لنا الآن ، ولعل صاحب هذا الكتاب هو أول من وصفه من المؤلفين العرب إذ لم يرد ذكره في غيره من الكتب. فليحقق.
(٣) الرطبة : اسم خاص بالقضب (البرسيم) ما دام أخضر طريا رطبا وقال في (المعتمد) للملك الرسولي : ٢٥٢ هو رطب القت ، وهو الفصفصة ، وبلغة أهل اليمن القت تشبه في ابتدائها (الحند قوقا) النابت في المروج فإذا نمت صارت أدق منه ورقا ولها زهر معوج مثل القرن اذا جف ، ويستعمل منها زهرتها وورقها ، ولها خواص طيبة كثيرة انظرها في (المعتمد) : ٢٥٢.