العرب ، وأهل الصين ، فيأتي الحريق على المتاع ، وذلك أنّ بيوتهم هناك من خشب ومن قنا (١) مشقق ، ومن أسباب ذلك أن تنكسر المراكب الصّادرة والواردة أو ينهبوا أو يضطرّوا إلى المقام الطويل فيبيعوا المتاع في غير بلاد العرب ، وربما رمت بهم الرّيح إلى اليمن أو غيرها فيبيعون المتاع هناك ، وربما أطالوا الإقامة لاصلاح مراكبهم وغير ذلك من العلل.
وذكر سليمان التاجر أن في (خانفو) وهو مجتمع التجار رجلا مسلما يولّيه صاحب الصّين الحكم بين المسلمين الذين يقصدون الى تلك الناحية ، يتوخى ملك الصين ذلك ، واذا كان في العيد صلّى بالمسلمين وخطب ودعا لسلطان المسلمين ، وان التجار العراقيين لا ينكرون من ولايته شيئا في أحكامه وعلمه بالحق وبما في كتاب الله عزوجل وأحكام الاسلام.
فأما المواضع التي يردونها ويرقون اليها فذكروا أن أكثر السّفن الصينية تحمل من سيراف (٢) وأن المتاع يحمل من البصرة وعمان وغيرها الى سيراف فيعبّا في السفن الصينيّة بسيراف وذلك لكثرة الأمواج في هذا البحر ، وقلة الماء في مواضع منه.
والمسافة بين البصرة وسيراف في الماء مائة وعشرون فرسخا فاذا عبّى المتاع بسيراف استعذبوا منها الماء ، وخطفوا ـ وهذه لفظة
__________________
(١) القنا : جريد النخل المشقق.
(٢) سيراف : مدينة جليلة على ساحل بحر فارس كانت قديما فرضة الهند ، وقيل كانت قصبة كورة أردشير خره من أعمال فارس ، والتجار يسمونها شيلاو ، يقول ياقوت : وقد رأيتها وبها آثار عمارة حسنة وجامع مليح ، وهي على لحف جبل عال جدا ، وليس للمراكب فيها ميناء ، ثم توسع في ذكرها انظر (معجم البلدان) لياقوت ٣ : ٢٩٤ ـ ٢٩٥ ط دار صادر ، وآثار البلاد : ٢٠٤