المراكب ، ويقذف السمك الميّت الكبار العظام ، وربما قذف الصّخور والجبال كما يقذف القوس السهم.
وأما بحر هركند فله ريح غير هذه ما بين المغرب الى بنات نعش فيغلي لها البحر كغليان القدور ويقذف العنبر الكثير ، وكلما كان البحر أغزر وأبعد قعرا كان العنبر أجود ، وهذا البحر ـ أعني هركند ـ اذا عظمت أمواجه تراه مثل النّار يتّقد.
وفي هذا البحر سمك يدعى اللخم (١) وهو سبع يبتلع الناس (٢) في [أيديهم كل هذه](٣) فيقل المتاع ، ومن أسباب قلة المتاع حريق ربّما وقع ب (خانفوا) (٤) وهو مرفأ السفن ، ومجتمع تجارات
__________________
(١) اللخم : من الأسماك وصفه الرحالة ابن بطوطة عند زيارته لعمان قال «ولا معيشة لأهل ذلك المرسي إلّا من صيد السمك ، وسمكهم يعرف باللخم بخاء معجمة مفتوحة ، وهو شبيه كلب البحر يشرح ويقدد ويقتات به. وبيوتهم من عظام السمك.
قلت : ورد ذكره أيضا في (تاج العروس) ٩ : ٥٨ «اللخم بالضم سمك بحري يقال الكوسج كما في الصحاح وقيل هو سمك ضخم لا يمر على شيء الا قطعه ، وهو يأكل النّاس ، قيل هو القرش» وفي (الجماهر في الجواهر) : ١٤٣ «وقد قالوا في اللخم انه ضرب من السمك خبيث ، له ذنب طويل يضرب به ويسمى جمل البحر.
وقال الفراء : اللخم هي الضّفادع ، وقال أبو العباس العماني : اللخم بالفارسية (فيشواز) وهو غير مؤذ والمؤذي (خرست) وهو المعروف بالكوسج وقالو في صفته انه سبع الماء ، رأسه كرأس الأسد وأجراؤه في بطنه يلدها من فيه ، وأسنانه اثنا عشر صفّا ، ويسميه البحريون حزر الخ ما ذكره
(٢) بياض في كلا الطبعتين
(٣) زيادة في (ط) (سوفاجه) وساقط من (رينو)
(٤) خانفو : مدينة بساحل نهر (خمدان) الغربي وأهلها مسلمون وكفار ونصارى ومجوس ، وبها معدن الياقوت الأصفر بجبل مطل على خانفو ، داخل طرفه الشرقي النهر ، وعليه حصن منيع فيه الملك الحاكم عليهم وبيوت الأموال والفيلة (نخبة الدهر) : ١٦٩ ذكرها ضمن بلدان الصين ، وكذا في بلدان ابن الفقيه : ١٣ نقلا عن كتابنا هذا.