يعلى محمد يحيى (١) لا زال به موات الفضل يحيا :
وباكية لمصاب النّوى |
|
وكم بالنّوى من محب قتيل |
ولم أر مثلي صبّا غدا |
|
بقلب حزين ودمع هطول (٢) |
وصاحوا الفراق فها أنا ذا |
|
عزيز التأسّي كثير العويل (٣) |
وقالوا الرّحيل فياليتني |
|
عدمت حياتي قبل الرّحيل |
وتمثل لسان الحال عند الارتحال بقول الشريق الوضيّ الشريف الرضيّ (*) :
تزوّد من الماء النّقاخ فلن ترى |
|
بوادي الغضا ماء نقاخا ولا بردا (٤) |
ونل من نسيم البان والرّند نفحة |
|
فهيهات واد ينبت البان والرّندا (٥) |
وعج بالحمى طرفا فلست برامق |
|
طوال اللّيالي ذلك العلم الفردا |
وكرّ إلى نجد بطرفك أنّه |
|
متى تغد لا تنظر عقيقا ولا نجدا (٦) |
ثم أدلج الحادي ، وأنشدت تلك النوادي :
متّع لحاظك من خلّ تودّعه |
|
فما إخالك بعد اليوم بالوادي (٧) |
فوقفت حتّى ضجّ من لغب |
|
نضوي وعجّ بعذلي الرّكب |
وتلفّتت عيني فمذ خفيت |
|
عنّي الطّلول تلفّت القلب (٨) |
__________________
(١) هو أخو المؤلف لأبيه وأكبر منه سنا. توفي بالهند سنة ١٠٩٢ (سلافة العصر / ٣٦ ، وخلاصة الأثر ٣ / ٣٩١ ، ونفحة الريحانة ٤ / ١٩٦).
(٢) في ك (بدمع هطول وقلب غليل).
(٣) في ك (دعوا بالفراق فها أناذا).
(٤) الماء النقاخ : البارد العذب.
(٥) في الديوان (من نسيم الرند والبان).
(٦) في الديوان (متى يعد لا ينظر).
(٧) البيت في وفيات الأعيان ٢ / ٣٦٥ منسوب لابن نباتة السعدي.
(٨) البيتان للشريف الرضي ، وفي الديوان (لجّ) مكان (عج).