لحافظين . وجملة الأمر أن الحال كما قال من قال :
أتمشّى في حذار
|
|
مثل من يطلب صيد
|
وأنا المحبوس
لكن
|
|
ليس في رجلي قيد
|
انتهى. ومن قواعد
أهل الدكن المأثورة ورسومهم المشهورة اعتناؤهم بعشر محرّم الحرام ، وإحياؤهم لتلك
اللّيالي والأيّام ، فإنّهم منذ يستهلّون الشهر إلى أن تنقضي العشر لا يزالون في
مآتم من الأحزان ومآئر من الأشجان ، ينصبون أعلاما قد جلّلوها بأنواع الحلل المزخرفة
، ويعظّمونها ولا تعظيم شعائر الله المشرّفة ، ويلقون عليها من أقسام الفلول والأزهار ، ما يزدري بنواضر الرياض ذوات الأنوار ، فيقيمون
عندها النوح والمآتم ، ويحيون سننا قد افترضوها من فواتح وخواتم ، فإذا أظلم الليل
أجّجوا قريبا منها نارا يعظمون هولها ، ويندبون الحسين عليهالسلام وهم يطوفون حولها. وما من بيت إلّا وقد نصبوا فيه جملة من
هذه الأعلام ، زاعمين أنّ ذلك من أقرب القرب وأعظم شعائر الاسلام. وكلّ منهم قد
لبس ثوب الحداد ، وتدرّع جلباب السّواد ، وهم مع ذلك يجعلون حول هذه الأعلام من
التماثيل ما يعدّ من الترهات والأباطيل ، وينفقون على ذلك مئين وألوف ، لشأن عندهم
معروف ومألوف ، فترى الأرض حديقة أخذت زخرفها وازّينت ، وتنوعت (بريط) أزاهيرها وتلونت. فتبرز حينئذ ربّات الحجال إلى هذه
المقترحات بين الرجال ، فيأخذ كلّ من ذوي الله والشجو نصيبه المقسوم ،
ويتمتع كلّ من الفريقين بقيام هذه القواعد والرسوم. ولهم في هذه الأيام نوادر لا
يبين عنها
__________________