الضلالة وعنقه (١). لا يصفو لي بها عيش ، ولا ألتذّ بالحياة في نعيم ولو أنّه على ما يقال : أيش وأيش.
كيف يلتذّ بالحياة معنّى |
|
بين أحشائه كوري الزّناد (٢) |
في قرى الهند جسمه والاصيحاب |
|
حجازا والقلب في أجياد (٣) |
أقاسي من متاعب الوحدة كلّ محنة وشدّة ، وأعاني من أهوال الغربة كلّ غمّة وكربة ،
فما غربة الإنسان في شقّه النّوى |
|
ولكنّها والله في عدم الشّكل (٤) |
وإنّي غريب بين بست وأهلها |
|
وإن كان فيها أسرتي وبها أهلي |
انتهى. ومن إنشاء بعض فضلاء المتأخرين وكتبه إلى بعض أصدقائه ، وكانا بالهند ، وقد تلطّف أيم الله :
إن اختصاصي الأكيد ، وإخلاصي الذي ما عليه مزيد ، وشوقي الذي لا يكاد يوصف ، ومودّتي التي ضميرك مني بها أعرف (علّة تامة في) (٥) سرعة النهوض والمبادرة إلى التشرّف بتلك الذات التي جمعت بين مزايا الأدب ومفاخره ولكن حال القضاء المبرم دون المراد ، وأقعدني عن القيام بهذا الموجب ما يقعد ويقيم من قواعد هذه البلاد. إذ ما من شخص إلّا وعليه رقيب عتيد وما من نفس إلّا ويكنفها شاهد وشهيد. تضبط الحركات والسكنات بأقلام غير الكرام الكاتبين ، وترسم الدقيقة والجليلة في رقّ يقرأ من قرأه بأنّ عليكم
__________________
(١) التخويد : سير الوخد أي السريع ، والعنق : السير الفسيح الواسع.
(٢) البيتان من قصيدة لابن الفارض (عمر بن علي) المتوفى سنة ٦٣٢ ه (معجم المؤلفين ٧ / ٣٠١).
(٣) حور صاحب الرسالة هذا البيت إلى ما يوافق غرضه. والذي في الديوان (في قرى مصر) و (والاصيحاب شآما). أجياد : جبل ، وهما أجيادان (كبير وصغير) وهما محلتان بمكة.
(٤) البيتان لأبي سليمان حمد بن محمد البستي ، وقد تقدم ذكرهما مع التعريف بالشاعر.
(٥) في ك (تحثني على).