وادعائه أنّه انتحل شعر غيره. فقال : يا مولانا الصاحب هذا والله معه ستون فيليّة كلّها على هذا الوزن لابن نباته ، فضحك منه.
(وكان قد برز أمر الصاحب لابن بابك وغيره من الشعراء الذين يحضرونه أن يصفوا الفيل على هذا الوزن. فمن قصيدة لأبي الحسن الجوهري (١) وقد أطنب في وصفه) (٢) :
فيلا كرضوى حين يلبس |
|
من رقاق الغيم بردا (٣) |
مثل الغمامة ملّئت |
|
أكنافها برقا ورعدا |
رأس كفلّة شاهق |
|
كسيت من الخيلاء جلدا |
فتراه من فرط الدّلال |
|
مصعّرا للنّاس خدّا |
يزهى بخرطوم كمثل |
|
الصّولجان يردّ ردّا |
متمدّد كالأفعوان |
|
تمدّه الرّمضاء مدّا |
أو كمّ راقصة تشير |
|
به إلى النّدمان وجدا |
أو كالمصلّل شدّ جنباه |
|
إلى جذعين شدّا |
وكأنّه بوق يحرّ (م) |
|
كه لينفخ فيه جدّا |
يسطو بساريتي لجين |
|
يحطمان الصّخر هدّا |
أذناه مروحتان أسندتا |
|
إلى الفودين عقدا |
عيناه غائرتان ضيّ (م) |
|
قتا لجمع الضّوء عمدا |
فكّ كفوّهة الخليج |
|
يلوك طول الدهر حقدا |
تلقاه من بعد فتحسبه |
|
غماما إذ تبدّى |
__________________
(١) أورد له الثعالبي القصيدة الفيلية الآتية ، ولم يترجم له.
(٢) وردت هذه الجملة المحصورة بين القوسين في ك مختصرة هكذا (ثم إن الصاحب أمر الشعراء أن يصفوا الفيل على هذا الوزن فقال أبو الحسن الجوهري قصيدة منها).
(٣) يوجد في يتيمة الدهر اختلاف في رواية بعض أبيات القصيدة.