كما نرى في الشتاء
، فإن الحرارة تكمن في جوف الأرض ، فيبقى داخلها حارا. وأمّا عند هبوب الجنوب
فالحرارة تخرج من داخل الماء كما نرى في الصيف فإنّ الحرارة تخرج من جوف الأرض إلى
ظاهرها ، ويبقى (داخلها باردا يعود إلى طبعه) ، والعرب تحمد الجنوب لأنّها تنشيء السحاب ، ويزعمون أنّ
اللواقح إنما تكون من الجنوب ، ولا مطر مع شيء من الرياح ، والله أعلم. انتهى من
عجائب المخلوقات.
وكلّ ريح انحرفت
عن مهابّ هذه الرياح الأربع فوقعت بين ريحين منها فهي نكباء ، وجمعها : نكب. ونظم
بعضهم مهاب الرياح فقال :
شملت بشام والجنوب
تيامنت
|
|
وصبا بشرق
والدّبور بمغرب
|
فائدة سنيّة : قال
العلامة بدر الدين الدماميني في شرح التسهيل : قال ابن هشام : سألني سائل ، من أين تهبّ
الصّبا؟ فأنشدته :
ألم تعلمي يا
عمرك الله أنّني
|
|
كريم على حين
الكرام قليل
|
وأنّي لا أخزى
إذا قيل مملق
|
|
سخيّ وأخزى أن
يقال بخيل
|
ولم يزد على ذلك ،
وفيه غموض فتنبّه. انتهى.
وقال في شرح
المغني بعد حكايته ذلك : وجه صلاحية هذا للجواب ، إنه اشتمل على بناء (حين)
المضافة إلى الجملة في قوله (على حين الكرام قليل). فأشار به بيت مشارك له في هذا
الحكم ، وهو قول الشاعر :
إذا قلت هذا حين
أسلو يهيجني
|
|
نسيم الصّبا من
حيث يطّلع الفجر
|
__________________