القضاة شمس الدين أبي البركات يحيى لما كان متوليا القضاء بالشام في أيامه ، ويقول عنه : ما ولي دمشق مثله ، رحمهمالله أجمعين.
الملك السعيد نجم الدين ايل غازي بن الملك المنصور ناصر الدين أبي المظفر أرتق أرسلان بن نجم الدين إيل غازي بن ألبي بن تمرتاش بن إيل غازي بن أرتق ، أبو الفتح صاحب ماردين ، كان ملكا جليلا كبير المقدار ، شجاعا جوادا ، حازما ممدحا ، وتوفي في ذي الحجة من هذه السنة ، وقيل في سادس عشر صفر سنة تسع وخمسين ، والأول أصح ، وسبب موته وباء وقع في أهل القلعة ، فأهلك أكثرهم ووصل الخبر إلى التتر بموته من رجل يسمى أحمد بن الفارس علي الشافصني رمى بنفسه من القلعة إليهم ، فبعثوا إلى ولده الملك المظفر رسولا وطلبوا منه الدخول في الطاعة ، وكان قد قام مقام أبيه ، فأجابهم جوابا أرضاهم ، وأظهر لهم الدخول في طاعتهم ، والعمل على مداراتهم.
توران شاه بن يوسف بن أيوب بن شاذي ، أبو المفاخر ، وقيل أبو منصور ، فخر الدين الملك المعظم بن السلطان الكبير الملك الناصر صلاح الدين أبي المظفر رحمهالله ، وقد تكرر ذكره في مواضع من هذا الكتاب ، وكان قد بقي كبير البيت الأيوبي ، وكان الملك الناصر صلاح الدين يوسف رحمهالله يعظمه ويحترمه ، ويثق به ويسكن إليه كثيرا ، لعلمه بسلامة جانبه ، وأنه لا تحدثه نفسه بالتوثب عليه ، فكان عنده في أعلى المنازل يتصرف في قلاعه وخزائنه وعساكره ، وغلمانه ، ولما استولى التتر على مدينة حلب اعتصم بقلعتها ، ثم نزل منها بالأمان على ما شرحنا ، ومولده بالديار المصرية في شهر ربيع الأول سنة سبع وسبعين وخمسمائة ، سمع من أبي عبد الله محمد بن علي بن صدقة الحراني وغيره ، وحدث ، وخرج له الحافظ أبو محمد التوني مشيخة في جزء حديثي ، وكانت وفاته بحلب في السابع والعشرين من ربيع الأول ، ودفن بدهليز داره رحمهالله تعالى.