الأوقاف المذكورة في العشر الأول من شهر ربيع الأول سنة ثمان وعشرين وخمسمائة.
والشاعر المشهور المعروف بابن الخياط ، وهو أبو عبد الله أحمد بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة التغلبي ، هو عم سني الدولة ، أخو والده ، كان كاتبا شاعرا طاف البلاد ، وامتدح الناس ، ودخل بلاد العجم ، ولما اجتمع بأبي الفتيان ابن حيوس الشاعر المشهور بحلب ، وعرض عليه شعره قال : قد نعاني هذا الشاب إلى نفسي فقلما نشأ ذو صناعة ومهر فيها إلا وكان دليلا على موت الشيخ من أبناء جنسه ، ودخل مرة حلب ، وهو رقيق الحال ، فكتب إلى ابن حيوس المذكور :
لم يبق عندي ما يباع بحبة |
|
وكفاك مني منظري عن مخبري |
إلا بقية ماء وجه صنتها |
|
عن أن تباع وأين أين المشتري |
فلما وقف عليهما ابن حيوس قال : لو قال : «وأنت نعم المشتري» ، لكان أحسن ، وديوانه مشهور ، ومن مشهور شعره قوله :
خذا من صبا نجد أمانا لقلبه |
|
فقد كاد رياها يطير بلبه |
وإياكما ذاك النسيم فإنه |
|
إذا هب كان الوجد أيسر خطبه |
خليلي لو احببتما لعلمتما |
|
محل الهوى من مغرم القلب صبه |
تذكر والذكرى تشوق وذو الهوى |
|
يتوق ومن يعلق به الحب يصبه |
غرام على يأس الهوى ورجائه |
|
وشوق على بعد المزار وقربه |
وفي الركب مطوى الضلوع على جوى |
|
متى يدعه داعي الغرام يلبه |
إذا خطرت من جانب الرمل نفحة |
|
تضمن منها داؤه دون صحبه |
ومحتجب بين الأسنة معرض |
|
وفي القلب من إعراضه مثل حجبه |
أغار إذا آنست في الحي أنة |
|
حذارا وخوفا أن تكون لحبّه |
وهي طويلة ومن شعره أيضا :