الشعر ، وعنده فضيلة ، حسن المحاضرة والمذاكرة ، كريم العشرة كثير الأدب يصل بره إلى الفقراء والأغنياء ، قال القاضي جمال الدين ابن واصل : أنشدني في الديار المصرية مقطعات حسنة لبعض الشعراء فمنها :
دنف نأى عن من يحب فشاقه |
|
اطلاله سحرا على اطلاله |
سأل الحمى عنه وأصغى للصدى |
|
كيما يجيب فقال مثل مقاله |
ناداه أين ترى محط رحاله |
|
فأجاب أين ترى محط رحاله |
قلت : أنشدني الفقيه نجم الدين موسى بن إبراهيم بن يحيى بن إبراهيم الشقراوي للأمير مجير الدين إبراهيم المذكور رحمهالله :
جعل العتاب إلى الصدود سبيلا |
|
لما رأى سقمي عليه دليلا |
وظللت أورده حديث ما امعي |
|
هن شرح جفني مسندا منقولا |
من أبيات ، وأنشدني نجم الدين للأمير مجير الدين المذكور رحمهالله :
قضى البارق النجدي في حالة اللمح |
|
بفيض دموعي إذ تراءى على السفح |
ومنها :
ذبحت الكرى ما بين جفني وناظري |
|
فمحمر دمعي الآن من ذلك الذبح |
من أبيات ، وكان مقتله رحمهالله في أحد الربيعين من هذه السنة ، بنابلس شهيدا على أيدي التتر.
أحمد بن يحيى بن هبة الله بن الحسن بن يحيى بن محمد بن علي بن يحيى بن صدقة ابن الخياط ، أبو العباس صدر الدين التغلبي الدمشقي ، الشافعي ، قاضي القضاة بدمشق ، وأعمالها ، المعروف بابن سني الدولة ، وسني الدولة هو الحسن بن يحيى الكاتب ، كان كاتب درج لملك دمشق في ذلك الوقت ، وله نعمة ظاهرة ، وقف من عرضها أوقافا على ذريته ، وهي مشهورة بدمشق وأعمالها بيد أربابها إلى الآن ، وتاريخ وقفه