المقدم بمن معه من العسكر إلى جهة دمشق ، فلما اندفعوا دخلت التتر حلب وملكوها ، وأخرجوا من فيها من المسلمين إلى قرنبيا قهرا بعيالاتهم وأولادهم ، وأحاط التتر بهم في ذلك المكان ووضعوا السيف في بعضهم ، فأبادوهم وأطلقوا الباقين ، فدخلوا حلب في أسوأ حال.
ووصل الأمير حسام الدين الجوكندار ومن معه من العسكر إلى حماة ، وبها صاحبها الملك المنصور ، فنزلوا ظاهرها من جهة القبلة ، وقام بضيافتهم ، وهو مستشعر منهم ، ثم تقدم التتر إلى جهة حماة ، فلما قربوا منها رحل الجوكندار ، والملك المنصور بعسكريهما إلى حمص ، ووصلت التتر إلى حماة ونازلوها ، فغلقت أبوابها فطلبوا منهم فتح الأبواب ، وأنهم يؤمنوهم كالمرة الأولى ، فلم يجيبوهم ، ولم يكن مع التتر خسرو شاه ، ولم يكن أهل حماة يثقون إلا إليه وأخرجوا لهم شيئا من المأكول ، واندفعوا عن حماة طالبين لقاء العسكر ، وجفل الناس بين أيديهم وخاف أهل دمشق خوفا شديدا.
فصل
فيها توفي إبراهيم بن يوسف بن إبراهيم بن عبد الواحد بن موسى بن أحمد بن محمد بن اسحاق بن محمد أبو اسحاق الشيباني الوزير مؤيد الدين المعروف بابن القفطي ، ومولده بالقدس في رابع عشر المحرم سنة أربع وتسعين وخمسمائة سمع من أبي هاشم عبد المطلب بن الفضل الهاشمي وغيره ، وحدث بحلب ودمشق ، ووزر بحلب بعد أخيه القاضي الأكرم مدة إلى أن انقضت الدولة الناصرية وملك التتر حلب ، فأمروه بالإستمرار في تنفيذ الأشغال ، وهو متمرض فباشر على كره منه ، وتوفي عقيب ذلك في أحد الربيعين بحلب ، وكان من الصدور الرؤساء الفضلاء الأعيان رحمهالله.
إبراهيم بن أبي بكر بن أبي زكرى ، الأمير مجير الدين ، كان من أعيان